المسألة الثانیة
حـول کلمة «بُکم»
بَکِمَ بَکْماً: خرِس، فهو أبکم وبکیم، جمعـه بُکم وبُکْمان.
وقال فی « الـمفردات»: الأبکم هو الـذی یولد أخرس، فکلّ أبکم أخرس، ولیس کلّ أخرس أبکم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 108 وفی « الـمجمع»: أصل الـبَکْم الاعتقال فی الـلسان، وآفـة تمنع عن الـکلام. انتهیٰ.
وقیل: الأبکم لاینطق ولایفهم، فإذا فهم فهو الأخرس، وقیل هما واحد، فإذا قیل: رجل أبکم وبکیم، فهو الأخرس الـبیّن خَرَسـه وبَکْمـه. وقیل: الأبکم الـمسلوب الـفؤاد.
والذی هو الحقّ فی هذه المادّة: أنّ الـبَکامـة آفـة توجب اختلالاً فی الـعقل قریباً من الـجنون، واختلالاً فی الـعضو، ولایعتبر فیـه شیء آخر.
والأخرس من یختلّ لسانـه، ویصنع بالإشارة مایرید أن یفعلـه.
ویشهد لما ذکرنا: ـ مضافاً إلـیٰ أنّـه جمع بین مختلف الـتفاسیر، وموافـق لمـا یُفهم منهمـا ـ قولـه تع الـیٰ: «أَحَدُهُـمَـٰا أَبْکَـمُ لاَیَقْـدِرُ عَلَیٰ شَیْءٍ وَهُـوَ کَـلٌّ عَلَیٰ مَوْلاَهُ» وقولـه تع الـیٰ: «صُمٌّ بُکْـمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لاَیَعْقِلُـونَ»، وقولـه تع الـیٰ: «اَلصُّمُّ الْبُکْمُ الَّذِینَ لاَیَعْقِلُونَ»، فإنّ من ترتُّبِ جملـة «لاَیَقْدِرُ عَلَیٰ شَیْءٍ»وجملـة «فَهُمْ لاَیَعْقِلُونَ»یُستشَمّ جدّاً عدم تعقّل الأبکم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 109