الوجه الحادی عشر
حـول أنّ التشبیه من المفرّق أو المرکّب
اختلفوا فی أنّ هذا الـتشبیـه و الـتمثیل من الـمفرّق أو من الـمرکّب. وقد مرّ فی الـمثال الأوّل عین هذا الـخلاف:
فذهب جمع إلـیٰ الأوّل، فیکون لکلّ جزء من أجزاء الـجملـة وجـه شبـه ب الـنسبـة إلـیٰ حال من أحوال الـمنافقین فی الإسلام.
وجمع إلـیٰ الـثانی، فق الـوا: لا حاجـة إلاّ إلـیٰ وجود وجـه الـشبـه بین هذه الـجملـة الـمرکّبـة بما لها من الـمعنیٰ، وبین حال الـمنافقین، فأخذوا کلٌّ إلـیٰ بیان مایمکن أن یُعدّ وجهاً للتمثیل.
و الـذی یظهر لی: أنّ تقسیم الـتشبیـه إلـیٰ الـمفرّق و الـمرکّب لیس بمعنیٰ امتناع اجتماعهما، أو وجوب الـجمع بینهما، بل هذا أمر مسکوت عنـه فی کلمـة الـبلغاء.
وقد مرّ منّا ـ ویأتی هنا ـ أنّ هذه الآیـة من الـتشبیـه الـمرکّب و الـمفرّق، ولأجل ذلک یختلف إذا ضرب اللّٰه مثالاً، أو ضرب غیره.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 187