الوجه الخامس عشر
حـول ذکر إحاطة اللّٰه أثناء المثال
فی وجـه تعقیب الـمثال بهذه الـجملـة الـمعترضـة بین الـجملتین، وقبل أن یتمّ الـمثال الـثانی، وقد تشتّت عبائرهم فی توضیح هذه الـمسألـة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 193 والذی یظهر لی: أنّ الـمحافظـة علیٰ أواخر الآی و الـتفنّن بتغیّر اُسلوب الـکلام، اقتضیا ذلک، مع أنّ فیـه إشعاراً بأنّ الـمثال الـمزبور یطابق مقاصدهم الـسیّئـة غیر الـظاهرة، ولاینبغی أن یتوهّم متوهّم: بأنّ الـمنافقین ما أبرزوا أمرهم، فکیف یمکن الـتشبیـه بح الـهم الـمخفیـة؟ فإنّ اللّٰه تع الـیٰ محیط بأحو الـهم وملکاتهم ومقاصدهم وخبایا نفوسهم الـخبیثـة وغیر ذلک.
وإشعاراً أیضاً بأنّ إرادتهم الـمحافظـة علیٰ دمائهم ونفوسهم ب الـنفاق، أو بجعل أصابعهم فی آذانهم، غیر کافیـة لحفظهم عن الـخطرات و الـمه الـک، فإنّ اللّٰه محیط ب الـکافرین.
وأمّا الـتعبیر عن الـمنافقین ب الـکافرین، فلما فیـه کشف سترهم وتوضیح باطنهم، ولأجل ذلک أتیٰ ب الـمُظهَر موضع الـمُضمَر أیضاً؛ إیفاءً بذلک وتأدیـة حقّ الأمر ب الـنسبـة إلـیٰ الـمؤمنین؛ حتّیٰ لایختفی علیهم شیء من سوء تدبیرهم وقصدهم، خذلهم اللّٰه تع الـیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 194