تحقیق: حول إظهار المحبّة بأداة الترجّی
قد ذکرنا فیما سبق أنّ أداة الـترجّی لیست موضوعـة لأن تستعمل حال الـجهل بما یترجّیٰ، بل هو أعمّ منـه ومن إظهار الـمحبّـة و الـعلاقـة بتحقّق الـمرجوّ.
ویتوجّه علیٰ هذه المقالة: أنّ إظهار الـعلاقـة إن کان خلافاً لواقع الـعلاقـة یکون کذباً وإن کان کاشفاً عن ذات الـعلاقـة یلزم کون الـذات مرکّبـة؛ للزوم کونها محلاًّ للعلاقات، ف الـعلاقـة فیها لیست إلاّ الـعلم والإرادة و الـقدرة، وهکذا؛ علیٰ ما تحرّر فی محلّـه.
فعلیٰ هذا لابدّ من الالتزام ب الـمجاز و الـتجاهل، أو غیر ذلک من الـمناسبات الـممکن الالتزام فی الـمقام.
اللهمّ إلاّ أن یقال: إنّ فی نفس إظهار الـعلاقـة علاقـة فانیـة فی الـعلاقـة الـکلّیـة الـثابتـة للذات ولا یُخصّ الـمتّقون ب الـعلاقـة الـمخصوصـة بهم؛
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 290 وإن کانوا مخصوصین بحسب مقام الـفعل و الـعلم الـفعلی بأشیاء کثیرة.
وإن شئت قلت: إنّ کلمـة «لعلّ» موضوعـة لإنشاء الـترجّی وإظهار الـعلاقـة الاعتباریـة الـلحاظیـة؛ لأنّ الـمتّقین مع قطع الـنظر عن الـجهات الـخارجیـة و الـموانع الـهامّـة مورد الـعلاقـة، ولکن لجهات خارجیـة، وهو الـنظام وقانون الـعلّیـة و الـمعلولیـة، لیس تقواهم وفلاحهم وشکرهم، وهکذا کلّ شیء ورد فی الـقرآن تلو أداة الـترجّی مورد الإرادة الـخاصّـة الـمنتهیـة طبعاً إلـیٰ تحقّقهم بهذه الـصفات، وربّما تکون هذه الاستعمالات لانتقال الناس أنّ الـوصول إلـیٰ هذه الـکمالات تحت اختیارهم، ولیست قضایا حتمیة حتّیٰ یشتغل الآیس ب الـمعاصی ویترک الـمؤمن مصیر طاعتـه تع الـیٰ، فاغتنم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 291