الوجه السابع
حـول المناقضة بین الفاء ونسبة الفعل إلیه تعالیٰ
فی «فَأَخْرَجَ بِهِ»
ربّما یخطر ب الـبال أنّ فی قولـه تع الـیٰ: «فَأَخْرَجَ بِهِ»مناقضـة؛ وذلک لأنّ نتیجـة الـفاء، هو أنّ الـخروج معلول الـنزول ومترتّب علیـه، وعلیٰ هذا لا یناسب نسبـة الـخروج إلـیٰ الـفاعل الإلهی، ولو کان الأمر بید اللّٰه بعد الـنزول أیضاً، لکان الـمناسب أن تصدّر الآیـة ب الـواو، ف الـجمع بین الـفاء ونسبـة الـفعل إلـیـه تع الـیٰ یوهم خلاف الـبلاغـة والأدب.
أقول: سیظهر تحقیق هذه الـمسألـة فی الـبحوث الـراجعـة إلـیٰ الـفلسفـة، وما ینبغی أن نشیر إلـیـه هنا: هو أنّ فی هذا الـجمع تنبیهاً وإرشاداً إلـیٰ أنّ حصول الـخروج، کما یکون متقوّماً ب الـعلل الـطبیعیـة، تقوّم ب الـعلّـة الإلهیـة، ولا یکفی إحداهما عن الاُخریٰ، فلیتأمّل.
هذا، مع أنّ الـفاء یفید الـترتیب، لا معلولیّـة الـمعطوف للمعطوف
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 365 علیـه، فلعلّ هی فی الـمقام لإفادة أنّ إرادة اللّٰه تع الـیٰ للإخراج بعد إرادتـه للإنزال، فبین الإرادتین ترتیب، وهذا لیس معناه حدوث الإرادة الـثانیـة، فلا تکن من الـغافلین.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 366