وعلیٰ مسلک العارف
«اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ» ب الـتبع وب الـعرض «اَلْأَرْضَ فِرَاشاًوَ» هکذا «السَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ» بالإرادة الـفانیـة فی الإرادة الـکلّیـة «مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ»علیٰ الـنحو الـمذکور «مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَکُمْ» ب الـتبع و الـمجاز «فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّٰهِ أَنْدَاداً» فی جمیع مراحل وجودکم فی کافّـة الـلطائف الـموجودة فیکـم من مقـام الـطبع إلـیٰ مقام الـسرّ و الـخفیّ والأخفیٰ «وَأَنْتُمْ»مظاهر الـع الـم الـحقیقی «تَعْلَمُونَ» کما یعلم اللّٰه تع الـیٰ، وتدرون کما هو یدری.
وقریب منه: «اَلَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ» الـبدن «فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ» الـمتعلّقـة بها، وهی الـنفس «بِنَاءً»علیها «وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ» وتلک الـنفس «مَاءً» الـعقل «فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ» و الـفضائل الـعلمیـة و الـعملیـة و الـقویٰ الـحیوانیـة و الـنباتیـة «رِزْقاً لَکُمْ» فی جمیع مراحل معاشکم الـروحی و الـجسمی «فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّٰهِ أَنْدَاداً»فی جمیع هذه الـمراحل الـداخلیـة، کما لا ندّ لـه فی الإنسان الـکبیر «وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» بعموم انتفاء الأنداد والأضداد، وبامتناع جعل الـندّ لـه تع الـیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 399 وقریب منه: «اُعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَالَّذِیِنَ مِنْ قَبْلِکُمْ» «اَلَّذِی» خلقکم و«جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ» اُمّکم «فِرَاشاً»لکم «وَالسَّمَاءَ» الأب «بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ» الأب «مَاءً» الـنطفـة «فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ» الـتی هی الـمو الـید «رِزْقاً لَکُمْ» أی هی الأرزاق أو الأولاد الـموجودین أرزاق للآباء الـس الـفین «فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّٰهِ» الـربّ الـذی ربّاکم علیٰ هذه الـوتیرة، وخلقکم علیٰ هذا الـنمط «أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» کیفیـة الـخلق وتطوّرات مصیرکم الـتولیدی و الـتربوی.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 400