توضیح وإرشاد : عدم دلالة الآیات علیٰ النبوّة
قد تصدّیٰ جمع من أرباب الـتفسیر وأصحابنا الـمفسّرین لأدلّـة الـنبوّة وبراهین الـرس الـة؛ وأنّ هذه الآیات تدلّ علیها، غافلین عن حقیقـة الأمر، وذاهلین عن أنّ الآیات ـ صدراً وذیلاً ـ بصدد إثبات أنّ الـکتاب کتاب من عند الله ؛ یحتوی علیٰ الـحقائق الاعتقادیـة والأخلاقیـة والأفع الـیـة، الـواجب اتّباعها والأخذ بها والإیمان بها، ولیست ناظرة إلـیٰ الـنبوّة ، کما مضیٰ تفصیلـه.
ثمّ إنّـه بعدما ثبتـت الـرس الـة، وأنّ الـکتاب رس الـة الله تع الـیٰ، وأنّ الـقرآن من عنده، وأنّ هذا الـفرقان الـعظیم کذا وکذا، یثبت أنّ الـحامل هو الـرسول و الـنبیّ، وأنّ من أوحی إلـیـه عبد من عباده الـذین اصطفاهم الله ، فلا حاجـة إلـیٰ تجشّم الاستدلال وترکیز الـبحث مستقلاًّ فی هذه الـمرحلـة؛ للملازمـة الـقطعیـة، بعد اقتران الـرس الـة الـکذائیـة بدعویٰ صاحبها: أنّـه الـرسول الـنبیّ من عنده.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 529 نعم الـبحث عن الـنبوّة و الـرس الـة و الـبعثـة الـعامّـة و الـخاصّـة من الـمباحث الـعامّـة، إلاّ أنّـه خارج عن حیطـة هذه الآیات، فلاینبغی الـخلط بین الـجهات.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 530