المسألة الاُولیٰ
حـول کلمة «اشتراء»
اشتراه: ملکـه ب الـبیع وباعـه. وفی «الأقرب» : کلّ من ترک شیئاً وتمسّک بغیره فقد اشتراه، وفی الـلغـة شریٰ فلاناً سخر بـه، وقیل: أرغمـه.
وفی « الـمفردات» : الـشراء و الـبیع متلازمان ... إلـیٰ أن قال : وشریت بمعنیٰ بعت أکثر، وابتعت بمعنیٰ اشتریت أکثر... إلـیٰ أن قال: ویجوز الـشراء والاشتراء فی کلّ مایحصل بـه شیء. انتهیٰ ما أردناه.
وبالجملة: اختلفوا فی مفهوم الاشتراء، وأنّـه مخصوص ب الـمبادلات الـمشتملـة علیٰ الـثمن و الـمثمن و الـعوض و الـمعوّض بل مخصوص ب الـمبادلـة الـخاصّـة وهی الـبیع، أم هو أعمّ کما یظهر من «الأقرب»، أو هو کان أخصّ ولکنّـه یستعمل فی سائر الـعقود کما فی قولـه علیه السلام: «إنّما یشتریها
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 7 بأغلیٰ الثمن» فی أخبار تجویز الـنظر إلـیٰ الأجنبیّـة بداعی الـزواج وبقصد الـتزویج، وجوه وأقوال محرّرة فی کتاب الـبیع.
والذی هو الأقرب لاُفُق التحقیق: أنّ الألفاظ حسب الاستعمالات الأوّلیـة موضوعـة للمعانی الـحسّیـة والاُمور الـمشهودة فی بدو الـقبائل وابتداء الـشعوب، ثمّ اتّسعت وتجاوزت إلـیٰ الـمعانی الـذوقیـة والاُمور الـتخیّلیـة الـشعریـة و الـعقلیّـة الـعرفانیـة، وذلک بعد حصول الـحضارة و الـتمدّن وحدوث الـمدن و الـرقاء الـفکری وغیر ذلک.
إلاّ أنّ اتّساع نطاق الـلغـة، رُبّما یُعدّ من الـمجاز والاستعارة و الـکنایـة وسائر أنحاء الـمجازات، واُخریٰ یکون علیٰ وجـه الـحقیقـة الـثانویـة باکتساب الـلفظ معنیً حدیثاً أو نطاقاً واسعاً فی مفهومـه الأوّلی. هذا بحسب الـبحث الـکلی.
وأمّا فی خصوص هذه الـلغـة فالأقرب مجازیتـه فی هذه الـمواقف، وأمّا أنّـه من أیّ أقسام الـمجازات فسیظهر فی بحوث الـبلاغـة و الـمعانی، فما فی «مجمع الـبیان» وغیره خالٍ عن الـتحصیل.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 8