المسألة الثالثة
حـول کلمة «الربح»
رَبِـحَ فی تجارتـه یربح رَبْحَاً ورَبَحاً: استشفّ وکسب، وتجارتـه ربح فیها، فهی رابحـة. و الـربْح ـ ویُحرَّک ـ اسم مایربح، الـرَّبَح محرّکـة أیضاً مایربحون من الـمیسر. انتهیٰ ما فی الـلغـة.
وفی «تاج الـعروس» و« الـمفردات»: الـربح الـنماء فی الـمتجر، و الـزیادة الـحاصلـة فی الـمبایعـة . وقال ابن الاعرابی: هو اسم ما ربحـه، و الـعرب تقول ربحت تجارتـه إذا ربح صاحبها فیها، ومن الـمجاز تجارة
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 9 رابحـة یربح فیها؛ لأنّ الـتجارة لاتربح. انتهیٰ.
والذی یظهر: أنّ کلمات الـلغویّین خ الـیـة عن تفسیر الـربح ب الـزیادة و الـنماء، بخلاف الـشرّاح و الـمفسّرین، و الـذین فسّروه بما لدیهم من مفهومـه عرفاً. ویظهر: أنّ « الـتاج» وغیره ظنّوا أنّ ما فی الـلغـة وما عن ابن الأعرابی خلاف ما عندهم، مع أنّ الـمراد من قولـه: «مایربح» هو الـمعنیٰ الـحاصل من الـتجارة، وتفسیره بقولهم : «کسب فی تجارتـه» هو أنّـه طلب فی تجارتـه الـمال ووصل إلـیـه، لا أنّـه مجرّد الـکسب و الـطلب.
وبالجملة: حال هذه الـلغـة لایخلو عن نوع غموضـة بحسب الـلغـة؛ وإن کان معناه واضحاً بحسب الـعرف والاستعمال.
ثمّ إنّ من الـمحتمل کون رأس الـمال رابحاً حقیقـة، وصاحبـه رابح مجازاً؛ لأنّ ماهو فی الـحقیقـة أتیٰ ب الـزیادة هو الـمال الـمتّجر بـه، فما اشتهر بینهم من الـمجازیـة فی قول الـعرب: تجارة رابحـة، وقولهم «رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ»غیر واضح عندی.
ویحتمل کونها علیٰ نعت الـحقیقـة؛ لأنّ الـتاجر بما أنّـه یتّجر یربح، فکلٌّ من صاحب الـمال و الـتجارة علّـة الـربح وسبب الـزیادة، کما لایخفیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 10