المسألة الرابعة
حـول کلمة «رعد»
« الـرعد» : صوت الـسحاب. وقیل: سُمّی هذا الـصوت رعداً؛ لأنّـه یُرعد سامعـه، ومنـه رعدت الـفرائص؛ أی حُرِّکت وهُزّت.
وقیل: هو من الإیعاد و التهدید، ففی اللغـة: أرعد زیداً: أوعده وهدّده.
و الـذی هو الـحقّ هو أنّـه یدلّ وضعاً علیٰ الـصوت و الـضجّـة الـخاصّـة الـسماویّـة، وأمّا مسألـة أصل الـلغـة فهی لاترجع إلـیٰ محصل فی تغیـیر الـموضوع لـه. نعم هو بحث علمیّ لا بأس بـه إجمالاً.
وأمّا قصّـة أنّ الرعد هو المَلَک الـکذائی، فهو لایُنافی الـمعانی اللُّغویة؛ ضرورة أنّ الـملائکـة أعمّ من الـروحیـة و الـمادیّـة و الـبسیطـة و الـمرکّبـة، فکما یصحّ أن یقال: الـماء طبیعـة سیّ الـة باردة ب الـطبع معلوم عند الـصغیر و الـکبیر، یصح أن یقال: ملک اسمـه کذا وکنیتـه کذا، ویفعل کذا وکذا، فلاتخلط.
ومن الـعجیب : إط الـة طائفـة الـمفسّرین حـول معنیٰ الـرعد، ونقل کلمات الأقدمین هنا، فکأنّهم ظنّوا أنّهم اختلفوا فی الـمعنیٰ الـلغوی، فتوهّموا الـمعارضـة. فلیضحک علیهم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 157