الوجه السادس
حـول «من» فی «مِنَ السَّمَـٰاءِ»
تکون کلمـة «من» الاُولیٰ فی قولـه تع الـیٰ: «مِنَ السَّمَاءِ» للابتداء حسب الـنظر الأقویٰ، ففی ذلک بلاغـة؛ لأنّ مبدأ الـمطر من الـسماء، فإنّ الـمراد من الـماء هو ماء الـمطر، وما هو من الـسماء، وهو الـمطر، وما هو من الأرض بانضمام الحرارة الـخاصّة ـ من الشمس، أو من الأرض بعد تصاعدها، هو الـسحاب الـحامل للأبخرة، وهی لیست ماء الـمطر، فلا ینبغی الـخلط بین ما هو من الـسماء وما هو من الأرض، وقد وقع الـخلط الـکثیر فی کلمات أرباب الـنظر من أهل الـتفسیر؛ غافلین عمّا هو الـظاهر من الآیـة الـشریفـة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 364 ثمّ إنّ فی تنکیر الـماء رمزاً إلـیٰ أنّ ما هو من الـسماء هو ماء الـمطر الـمنتهی أحیاناً إلـیٰ بعض الـمیاه الاُخر، وإلاّ ف الـمیاه الـع الـمیّـة لیست من الـسماء، ولیس الـمقام موقف توضیح کیفیّـة خلق الـمیاه و الـسماوات والأرض، کما تریٰ أنّ المفسّرین بمجرّد وجود کلمة الأرض و السماء، یدخلون فی البحوث الأجنبیة عن الآیـة وحدود دلالتها وما یرتبط ببلاغتها وفصاحتها.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 365