المسألة الثانیة
حـول کلمة «صیّب»
«صیّب» : الـسحاب ذو الـصوب، وجاء فی الضـرورة «صَیْوِب» من غیر إعلال. انتهیٰ ما فی الـلغـة.
واختلفوا فی علم الصرف فقال الـکوفیّون : أصلـه «صَوْیِب» کفعیل.
وقال الـنحاس: لو کان کما ق الـوا لما جاز إدغامـه، کما لایجوز إدغام طویل، وبذلک قال الـفرّاء.
وقال الـبصریون: أصلـه فیعل، وهو من الأوزان الـمختصّـة ب الـمعتلّ، إلاّ ماشذّ فی الـصحیح، نحو قولهم: «صیقِل» بکسر الـقاف .
وب الـجملـة: اجتمعت الـیاء و الـواو وسبقت إحداهما ب الـسکون، فقلبت الـواو یاءً، واُدغمت، کما فعلوا فی میّت وسیّد وبیّن ولیّن وجیّد، قیاساً مُطّرداً ویجمع علیٰ «صیایب».
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 148 ثمّ إنّه یظهر منهم الخلاف فی معنیٰ « الـصیّب»، وهو ناشئ من الـخلاف فی معنیٰ « الـصوب»، فقیل: هو الـمطر إذا نزل، وقیل: هو کلّ نازل من عُلُوّ إلـیٰ أسفل. وهذا هو الأقرب بعد الـتدبّر فی الـلغـة، وقیل: هو الـسحاب، وهو صریح الـلّغـة، و الـمراد من الـسحاب ذو الـصوب أی الـصوت.
و الـذی یظهر من مختلف الـموارد : أنّـه الـسحاب الـحامل للأمطار والأصوات حین الإنزال و الـتصویت، وحیث إنّ أصلـه من الإصابـة، فکأنّـه صیّب؛ أی الـذی یصیب الـمطر و الـرعد. وبذلک ترتفع الـغائلـة الـمشاهدة بین کلماتهم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 149