المبحث الثانی فی قاعدة التجاوز والفراغ
اعلم أنّ المستفاد من مجموع کلمات الشیخ الأعظم قدس سره رجوع القاعدتین إلی قاعدة واحدة ، بإرجاع الفراغ إلی التجاوز وإن استشکل فیه أخیراً ، والمستفاد من کلمات أکثر المتأخّرین أنّ هنا قاعدتین مجعولتین مستقلّتین ، إحداهما : قاعدة مضروبة للشکّ فی الإتیان بالشیء بعد التجاوز عن محلّه . والثانیة : قاعدة مضروبة للشکّ فی صحّة الشیء لأجل الشکّ فی بعض ما اعتبر فیه شرطاً أو شطراً بعد الفراغ عنه ، والاُولی مختصّة بباب الصلاة وما یتبعها من الأذان والإقامة ، والثانیة جاریة فی جمیع أبواب الفقه .
کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 237 أقول : فی هذه المسألة جهات من البحث ونحن نتصدّی فعلاً لبیان جهتین منها :
الاُولی : هل المستفاد من الأخبار جعل قاعدتین أو قاعدة واحدة تعمّهما أو تختصّ بخصوص موارد الشکّ فی الصحّة أو بخصوص الشکّ فی أصل الإتیان ؟
الثانیة : هل المجعول واحداً کان أو اثنین جارٍ فی جمیع أبواب الفقه أو یختصّ بباب الصلاة أو یعمّ أحدهما ویختصّ الآخر ؟ فلابدّ من ذکر الأخبار الواردة والتدبّر فی مضامینها لیستفاد المقصود منها وهی علی قسمین :
الأوّل : ما یمکن أن یستفاد منها العموم .
الثانی : ما یختصّ ببعض الأبواب ونحن نذکر فعلاً خصوص القسم الأوّل وهی کثیرة :
کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 238