حول بعض المصادیق التی یشکّ فی صدق المطر علیها
بقی الـکلام فی الـمصادیق الاُخر :
منها: الـمیاه الـمجتمعـة من الـمطر الـمتقاطر علیها فعلاً من الـسماء، فهل هی أیضاً مطر؟
لاشبهـة فی کونها منطبقاًعلیها عنوان «الـمطر» وما عن الـعلاّمـة بحر الـعلوم: من أنّها لـیست منـه، وجعلها من الـراکد الـمعتصم بالـمطر، غیر موافق للذوق، والاستعمال، ولظاهر اللغـة؛ لأنّ «الـمطر» هو الـمنسکب من الـسحاب، ولیس فی کلامهم تقیـید بحال نزولـه وتقاطره، وسیتّضح لـک ما ألجأه إلـی الالتزام الـمزبور.
ومنها : الـمیاه الـمجتمعـة من غیر الـمطر الـمتقاطر علیها من الـسماء،
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 376 فإنّها لـیست منـه لـغـة وعرفاً، ویشهد لـلأوّل أنّ الـنازل علیـه إذا کثر علی الـمجتمع من ماء الـبئر مثلاً - بحیث غلب علیـه ـ ربّما یؤدّی إلـی انسلاب اسمـه، ویصدق علیـه بعد الـغلبـة «ماء الـمطر والـغیث» وما هذا إلاّ لأجل أنّ الـعرف یجد الـموجود الـمجتمع ماء الـمطر.
ومنها: الـمجتمع من ماء الـمطر الـمتقاطر علیـه من الـسماء قطرات خفیفـة، فإنّـه ـ علیٰ ما عرفت منّا ـ یعدّ «ماء الـغیث والـمطر» لـصدقـه علی الـنازل.
وقد یقال: بأنّ عدم صدق «الـمطر» علی الـقلیل والـقطرة، یورث عدم صدق «الـمطر» علی الـمجتمع الـمزبور.
وأنت خبیر : بممنوعیّـة هذا. نعم دعوی انصراف الأدلّـة هنا ممکنـة، إلاّ أنّها غیر مرضیّـة، فما یظهر من الـقوم، بل والـمشهور؛ من إخراج مثلـه عن موضوع الـمسألـة، غیر قابل للتصدیق جدّاً.
اللهمّ إلاّ أن یقال: بأنّ الـمشهور اعتبروا فی صدق «الـمطر» الـقوّة والاشتداد إذا اُرید زوال الـنجاسـة بـه. وأمّا إذا اُرید زوالـها بالـمجتمع حال الـتقاطر علیـه، فلایعتبر عندهم شدّة تلک الـقطرة وذلک الـمطر.
ومنها: الـفرض الـسابق مع انقطاع الـمطر ثمّ اتّصالـه؛ بأن تکون الـسماء ذات فیض وإمساک، وذات إضافـة وبسط طبعاً فی منطقـة، فإنّ هذا الانقطاع الـمعلوم اتصال الـمطر بعده بساعـة أو ساعتین، یورث انسلاب اسم «الـمطر وماء الـغیث» عن الـمجتمع الـمزبور ظاهراً عندهم.
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 377 نعم، ولکنّـه لایخلو من مناقشـة؛ ضرورة أنّـه ماء من الـسحاب موضوعاً، وإخراجـه حکماًیحتاج إلـی الـدلیل، بعد ثبوت الإطلاقات، وقصور الأدلّـة الـمقتضیـة لانفعال الـقلیل عن شمولـه، کما سنشیر إلـیـه، ومن الـممکن دعویٰ أنّ هذه الـفترة لـیست مضرّة؛ لأنّ بناء ماء الـمطر علی الـفترة والانفعال.
ومنها: الـفروض الاُخر، مثل کون الـنزول علیٰ قطعـة من الـمجتمع دون تمامـه، ویتصوّر ذلک فی الـطست، فإنّـه إذا کان جانب منـه تحت الـسماء، وجانبـه الآخر تحت الـسقف، فهل هو کافٍ فی صدق «ماء الـمطر»؟ الـظاهر نعم.
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 378