تنبیه : فی نقد کلام المحقّق الخراسانی فی وجه انقسام العامّ
یظهر من المحقّق الخراسانی وتبعه بعضهم : أنّ انقسام العموم إلی الأقسام المذکورة إنّما هو بلحاظ تعلّق الحکم بموضوعاتها ، وأنّه مع قطع النظر عن هذا التعلّق لا واقعیة للتقسیم .
ولکن التحقیق خلافـه ؛ لما عرفت مـن أنّ لکلّ مـن الثلاثة ألفاظاً مخصوصـة قد وضعت لإفادتها بنحو الدلالـة التصوّریـة ، فـ «کلّ» و«جمیع» یدلاّن علی استغراق أفراد مدخـولهما قبل تعلّق الحکم ، وکـذا لفظ «مجموع» و«أیّ» دالاّن علی ما تقدّم تفصیله .
ویرشدک إلی ما ذکرنا المحاورات العرفیة ؛ فإنّهم لا یرتابون فی أنّ قول القائل «أکرم کلّ عالم» یدلّ علی استغراق مدخوله . وقس علیه ما تقدّم من أمثلة البدلی والمجموعی ؛ إذ لا شکّ أنّهم یفهمون من تلک الأمثلة واحداً من الثلاثة بحسب لفظه بحکم التبادر ، من غیر توقّع قرینة تدلّ علی کیفیة تعلّق الحکم بالموضوع ، بل یحکمون علی أنّ الحکم قد تعلّق بنحو الاستغراق فی المدخول أو غیره بنفس دلالة اللفظ .
ولازم ما ذکره المحقّق الخراسانی أن یتوقّف أهل المحاورة فی فهم کیفیة تعلّق الحکم حتّی یتفحّصوا ویتطلّبوا حوله .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 165 أضف إلیه : أنّه لا یعقل ذلک التقسیم ـ مع قطع النظر عمّا ذکرناه ـ ضرورة أنّ الحکم تابع لموضوعه ، ولا یعقل تعلّق الحکم الوحدانی بالموضوعات الکثیرة المأخوذة بنحو الاستغراق ، ولا الحکم الاستغراقی علی الموضوع الوحدانی ، بل لابدّ من تعیین الموضوع استغراقاً أو جمعاً حتّی یتبعه الحکم ، فهو تابع للموضوع ، فینحلّ بنحو الاستغراق فی فرض دون فرض .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 166