ذکر وتعقیب : حول کلام المحقّق النائینی قدس سره فی المقام
یظهر من المحقّق النائینی قدس سره : أنّ عدم الحمل لجهة اُخری ، وهی استلزام الحمل للدور ، وظاهر کلام العلاّمة المقرّر رحمه الله لا یخلو من خلط ، حیث إنّه یستفاد من بعض
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 561 عباراته أنّ تقیید أحد الوجوبین ، متوقّف علی وحدة المتعلّق ، ومن بعضها الآخر أنّ حمل أحد التکلیفین علی الآخر ، یتوقّف علی حمل أحد المتعلّقین علی الآخر ، فراجع .
ولکن مع هذا یمکن تقریب مراده ببیان منّا ، حاصله : أنّ حمل المطلق علی المقیّد ، إنّما یکون فیما إذا اُحرزت وحدة التکلیف ، وإلاّ فلا موجب للحمل ، وفی المقام مطلقان ومقیّدان فی ناحیتی الحکم والمتعلّق :
أمّا من ناحیة الحکم ؛ فلأنّه جعل وجوب العتق فی أحد الدلیلین ، مقیّداً بسبب خاصّ ، کالظهار فی المثال ، ولم یقیّد فی الآخر ، بل ذکر مطلقاً .
وأمّا من ناحیة المتعلّق ؛ فلأنّه قیّد عتق الرقبة بالإیمان فی أحد الدلیلین ، واُطلق فی الآخر .
وتقیید کلّ واحد من الإطلاق فی ناحیة الحکم والمتعلّق ، یتوقّف علی تقیید الإطلاق من الناحیة الاُخری ؛ لأنّ حمل المطلق علی المقیّد یتوقّف علی وحدة التکلیف ، ووحدة التکلیف تتوقّف علی وحدة المتعلّق ، وإلاّ فعند اختلاف متعلّق التکلیف ، لا موجب لحمل أحد التکلیفین علی الآخر ، و وحدة المتعلّق هنا تتوقّف علی حمل أحد التکلیفین علی الآخر ؛ إذ لو لم یحمل أحد التکلیفین علی الآخر لم تتحقّق وحدة المتعلّق ، لأنّ متعلّق أحد الدلیلین عتق الرقبة المطلقة ، ومتعلّق الآخر عتق الرقبة المؤمنة ، فیلزم الدور .
وبتقریب آخر : وحدة الحکم تتوقّف علی وحدة المتعلّق ، ووحدة المتعلّق تتوقّف علی وحدة الحکم ، وهو الدور .
وفیه : أنّ وحدة الحکم وإن کان لها بحسب الواقع نحو توقّف علی ذات
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 562 المتعلّق ، ویکون للمتعلّق شبه تقدّم طبیعی علی الحکم ، إلاّ أنّ ذات المتعلّق لا تتوقّف علی وحدة الحکم ، بل لها مبادئ تخصّها ؛ فقد تکون بلحاظ مبادئها واحدة ، وقد تکون کثیرة .
وبالجملة : وحدة الشیء وکثرته أمر واقعی فی حدّ نفسه ؛ سواء تعلّق الحکم به ، أم لا ، وفی المقام یکون المقیّد هو المطلق مع قیده ، وفی مثله لا یمکن تعلّق الإرادتین والحکمین به ، فتدبّر .
نعم ، المتعلّق بما أنّه متعلّق ، یتوقّف علی وحدة الحکم ، فلا دور ؛ لأنّ الموقوف الذی هو عنوان المتعلّق و وصفه ، غیر الموقوف علیه الذی هو ذات المتعلّق ، وهذا مثل قولک : «إنّ البیاض یتوقّف فی وجوده الخارجی علی ذات الجسم بلحاظ أنّه عرض یحتاج فی وجوده إلی الموضوع ، وأمّا الجسم فلا یحتاج بلحاظ ذاته إلی العرض ، بل الجسم الأبیض بلحاظ موضوعیته له محتاج إلیه» .
وبعبارة اُخری : الجسم الأبیض یحتاج إلی البیاض ، فالموقوف غیر الموقوف علیه .
هـذا إن أراد قدس سره أنّ وحـدة کلّ مـن الحکم والمتعلّق واقعـاً ، تتوقّف علـی وحدة الآخر .
وإن أراد أنّ حمل المطلق علی المقیّد فی ناحیة الحکم ـ فی مقام الإثبات ؛ وفی مقام الجمع بین الدلیلین ـ یتوقّف علی حمل المطلق علی المقیّد فی ناحیة المتعلّق وبالعکس ، ففیه : أنّه أیضاً غیر متوقّف من الطرفین ؛ لأنّ الحمل فی ناحیة الحکم ، وإن کان یتوقّف علی الحمل فی ناحیة المتعلّق ؛ لأنّه لولا الحمل فیها ـ بأن کان المتعلّق متعدّداً ـ لما کان للحمل فی ناحیة الحکم موجباً ، إلاّ أنّ الحمل فی ناحیة المتعلّق لا یتوقّف علیه ، فلا دور .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 563 وإن شئت قلت ـ کما أفاده سماحة الاُستاذ فی الدورة السابقة ـ : إنّ تعلّق الحکم فی المطلق بنفس الطبیعة ، یکشف عن کونها تمام الموضوع للحکم ، فإذا تعلّق حکم بالمقیّد ـ والفرض أنّه نفس الطبیعة مع قید ـ یکشف عن کون النسبة بین الموضوعین بالإطلاق والتقیید ؛ من غیر أن یتوقّف علی إحراز وحدة الحکم .
هذا کلّه فیما إذا کان الحکم فی المطلق والمقیّد تکلیفیاً .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 564