المورد الثانی : عموم البحث للتکالیف غیر المصدّرة بأداة الخطاب والنداء
هل یعمّ البحث ما لم یصدّر بألفاظ النداء وأداة الخطاب ، کقوله تعالی :«لله ِِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ . . . » ، وقوله تعالی :«لِلرِّجَالِ نَصِیبٌ مِمَّا تَرَکَ الْوَالِدَانِ . . . » ، وقوله تعالی :«إنَّمَا الْمُؤمِنُونَ . . . » ، إلی غیر ذلک ، أو مختصّ
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 447 بالبیانات المصدّرة بأداة الخطاب وألفاظ النداء؟
یظهر من الشیخ الأعظم أعلی الله مقامه ـ علی ما ببالی حسبما راجعته سابقاً ـ أنّ النزاع فی المسألة ، مختصّ بما إذا کان التکلیف مصدّراً بأداة الخطاب ، کقوله تعالی «یَا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا . . . » وأمّا غیره کقوله تعالی :«وَلله ِِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ» فخارج عن محطّ النزاع ، وأنّه لم یعهد من أحد إنکار شموله لهما فالقائل بعدم الجواز فی المصدّر بالخطاب ، قد یجوّز غیر المصدّر به .
وفیه : أنّ القول بعدم الجواز فی المصدّر بالخطاب ، یلزمه القول بعدمه فی غیر المصدّر أیضاً ؛ لوحدة الملاک ، فإنّ الملاک کلّ الملاک فی عدم الجواز ، هو أنّ المعدوم لا یکون شیئاً ، فکما لا یصلح مخاطبة المعدوم والحدیث معه ، فکذلک لا یصلح توجیه حکم تکلیفی أو وضعی إلیه ؛ بداهة أنّه لا یصلح إیجاب الحجّ أو الدین مثلاً علی من کان معدوماً .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 448 فتحصّل : أنّ عنوان البحث وإن کان مختصّاً بما کان مصدّراً بأداة الخطاب وألفاظ النداء ، ولکنّ الحقّ تعمیم البحث بالنسبة إلی غیر المصدّر بهما ممّا علّق الحکم فیه علی العنوان .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 449