وتنقیح البحث فی ذلک یستدعی التکلّم فی مقامین :
الأوّل : فی أنّ التعارض بینهما أوّلاً وبالذات ، هل هو بین المنطوقین بلحاظ أنّ کلّ واحدة من الجملتین تدلّ علی الانحصار ، فلا یمکن صدقهما معاً ، أو بین مفهوم إحداهما ومنطوق الاُخری ؛ بلحاظ أنّ مفهوم قوله : «إذا خفی الجدران فقصّر» أنّه إذا لم یخف الجدران فلا تقصّر حتّی وإن خفی الأذان ، ویدلّ منطوق قوله : «إذا خفی الأذان فقصّر» علی أنّ خفاء الأذان موجب للقصر، فالتعارض بین مفهوم الأوّل ومنطوق الثانی؟
والثانی : فی علاج التعارض بینهما .
ولا یخفی : أنّ العلاج المبحوث عنه هنا ، إنّما هو فی إمکان الجمع العقلائی بینهما وعدمه ، لا العلاج المبحوث عنه فی باب التعادل والترجیح الذی یکون فیما إذا اختلف الدلیلان ولم یمکن الجمع بینهما . نعم إن لم یمکن الجمع بینهما فی المقام فتدخل فی موضوع مسألة التعارض، فلابدّ عند ذلک من ملاحظة مرجّحات تلک المسألة فتدبّر.
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 233