المطلب الثانی : فی أنّ المسألة لیست عقلیة محضة ولا لفظیة کذلک
الظاهر أنّ المسألة لیست عقلیة محضة ، ولا لفظیة محضة ، بل هی مرکّبة منهما ؛ وإن کان یظهر من بعضهم کونها لفظیة محضة ، ومن بعض آخر أنّها عقلیة
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 140 محضة حسبما اقتضاه التحقیق عندهم ؛ وذلک لأنّ انتخاب أحد طرفی المسألة أو أطرافها واختیاره ، غیر ما هو محطّ النزاع عند القوم ، فربما یکون المقبول عند شخص مردوداً عند آخر ، کما ربما یکون العکس عند ثانٍ ، ویکون کلاهما مردودین عند ثالث . . . وهکذا ، وکثیراً ما یوجب اختیار أحد طرفی المسألة أو أطرافها فقد البحث علی مختاره وهو کما تری ، فلابدّ لعاقد عنوان البحث من استقراء کلمات القوم فی محطّ البحث واستدلالاتهم ، ثمّ عقد عنوان البحث بنحو یشمل شتات الأقوال .
وعلیه نقول : إنّ من سبر کلمات القوم واستدلالاتهم، یری بوضوح أنّ البحث عند جمیعهم لم یکن لفظیاً محضاً ، ولا عقلیاً کذلک ، ولذا استدلّ بعضهم علی الفساد باللفظ ، وآخر بالعقل ، فالأولی ـ کما ذکرنا ـ عقد عنوان البحث بنحو یعمّ کلا المذهبین ، ومع ذلک فهذا غیر مهمّ ، کما لا یخفی .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 141