الفصل الخامس فی تبدّل رأی المجتهد
لو اضمحلّ الرأی السابق لمجتهد وتبدّل رأیه إلی آخر فإنّه یقع الکلام :
تارة : فی تکلیف ذلک المجتهد نفسه بالنسبة إلی أعماله السابقة علی طبق رأیه الأوّل.
واُخری : فی تکلیف مقلّده بالنسبة إلی أعماله السابقة علی طبق فتواه الاُولی بعد الفراغ عن عدم الإشکال فی وجوب العمل علی طبق رأیه الحادث بالنسبة إلیه وإلی مقلّده.
وقبل الشروع فی البحث لابدّ من تحریر محلّ الکلام، فنقول :
الکلام هنا فی بیان مقتضی القواعد الأوّلیّة، مع قطع النظر عن الدلیل الخاصّ؛ من إجماع أو مثل قاعدة «لاتعاد» ونحو ذلک، فإنّه خارج عن محلّ الکلام هنا، وکذلک محطّ البحث إنّما هو فیما لو أتی بالمأمور به المرکّب ـ الذی له أجزاء وشرائط وموانع ـ علی طبق قطعه أو الأمارة القائمة علیه من حیث کیفیّة العمل، ثمّ تبدّل رأیه
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 689 بظهور إخلاله بشرط أو جزء له أو مع مانع بحسب نظره اللاّحق، فلو لم یأتِ بالمأمور به أصلاً، أو قطع بوجوب الصلاة فأتی بها، ثمّ ظهر له وجوب الصوم لا الصلاة ـ مثلاً ـ فهو لیس محلّ الکلام فی الإجزاء وعدمه، ولم یقل به فیه أحد، فمحلّ الکلام إنّما هو فیما لو أتی بالمأمور به علی طبق قطعه أو الأمارة القائمة لدیه؛ من حیث الأجزاء والشرائط والموانع، فظهر الخلاف من حیث کیفیّة المأمور به فی الأجزاء والشرائط.
إذا عرفت ذلک فهنا مقامان من الکلام :
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 690