کیفیّة السیرة العقلائیّة فی حجیّة قول المفضول
لکن فی حجّیّة قول المفضول ذاتاً مع وجود الفاضل ـ فتقدیم الأفضل حینئذٍ علیه من قبیل ترجیح إحدی الحجّتین علی الاُخری، نظیر تقدیم خبر الأوثق علی غیر الأوثق؛ مع حجّیّة خبر الموثّق أیضاً ذاتاً لا فعلاً ـ أو عدمها أصلاً لا فعلاً ولا ذاتاً ـ وحینئذٍ فتقدیم الفاضل علی المفضول من قبیل تقدیم الحجّة علی اللاّ حجّة ـ وجهان:
أوجههما الأوّل؛ إذ لاریب فی وجوب الرجوع إلی المفضول مع عدم التمکّن من الرجوع إلی الفاضل، واستقرّ علیه بناء العقلاء فی مراجعاتهم إلی أهل الخبرة من الأطبّاء وغیرهم، وهو دلیل قطعیّ علی ثبوت الأماریّة لفتوی المفضول ذاتاً والطریقیّة الذاتیّة لها، بل لایعقل دَخْل وجود الفاضل وعدمه فی ثبوت الحجّیّة الذاتیّة لفتوی المفضول وعدمها؛ وإن أمکن دَخْله فی الحجّیّة الفعلیّة لها.
وبعبارة اُخری : لاریب فی إلغاء احتمال الخلاف عند العقلاء بالنسبة إلی کلّ واحد من فتوی الأفضل والفاضل، لکن یرجّح عندهم الأفضل مع الإمکان.
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 628