حول مثبتات الأمارات
أمّا الکلام فی المقام الأوّل : فهو أ نّه قد تقدّم مراراً أنّ الأمارات کلّها عرفیّة عقلائیّة أمضاها الشارع، ولم یردع عن بنائهم علی العمل بها، ولیست تأسیسیّة، مثل خبر الواحد، والظواهر، وحجّیّة قول أهل الخبرة فی کلّ فنّ، وأصالة الصحّة فی أفعال المسلمین، والید، ونحو ذلک؛ لعدم نهوض دلیل من الآیات والروایات علی جعل الحجّیّة فی شیء من هذه، فإنّ آیة النبأ تدلّ علی الردع عن العمل بخبر الفاسق، أو فی
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 180 مقام التنبیه علی فسق الولید، وکذلک مثل قوله علیه السلام: (العمری ثقتی) ونحوه، فإنّه فی مقام توثیقه، لا جعل حجّیّة خبره، وحینئذٍ فلابدّ من ملاحظة بناء العقلاء فی عملهم بها، والوجه فی عملهم بها: هو إفادتها الظنّ والوثوق النوعی بمؤدّاها وبملزوماتها وملازماتها ولوازمها مطلقاً؛ عقلیّاً أو عادیّاً أو شرعیّاً، بلا واسطة أو مع الواسطة، ولیس المراد أ نّها تثبت بحصول الوثوق علی مؤدّاها فقط، بل المراد أ نّه إذا أخبر الثقة بطلوع الشمس مثلاً ـ یحصل بالوثوق الحاصل من خبره بطلوع الشمس ـ وثوق آخر بإضاءة العالَم من جهة الملازمة بینهما، وهکذا وثوق آخر بالنسبة إلی ملزوماته وملازماته، والمفروض عدم ردع الشارع عن ذلک البناء، فالجمیع حجّة.
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 181