الأمر الثانی : أنّ وعاء وجود الأشیاء إمّا الخارج أو الذهن
وعاء وجود الأشیاء وظرفه : إمّا هو الخارج کالأعیان الموجودة فی الخارج، وإمّا الذهن کالانتزاعیّات والاعتباریّات، ولا ثالث لهما؛ بأن یکون شیء لیس وعاؤه الذهن ولا الخارج.
فما ذکره المیرزا النائینی قدس سره : من أنّ الانتزاعیّات کذلک، وأنّ وعاء وجودها
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 75 الاعتبار، لا الذهن ولا الخارج، کما تری، فإنّ وعاء وجودها الذهن، ووعاء الأمر المنتزع منه هو الخارج.
نعم ذکر بعض المتکلّمین القائلین بالأعیان الثابته : أنّ وعاءها الثبوت، لکن لایُفهم ولا یُتصوّر لما ذکروه معنیً محصّل.
ثمّ إنّ ما صنعه أیضاً : من عدّه الملکیّة من مقولة الجِدَة، وأنّ الجِدَة: عبارة عن الواجدیّة والسلطة والإحاطة بشیء، وأنّها ذات مراتب أقواها وأتمّها ملکیّة السماوات والأرضین وما بینهما وما فوقهما وما تحتهما له تعالی ، فإنّها من أقوی مراتب الواجدیّة، وأیُّ واجدیّة أقوی من واجدیّة العلّة لمعلولها، الذی وجوده من مراتب وجودها؟! ثمّ دون ذلک واجدیّة اُولی الأمر الذین هم أولی بالمؤمنین من أنفسهم وأموالهم، ثمّ دون ذلک الواجدیّة الحاصلة من إحاطة شیء بشیء، کالقمیص المحیط بالبدن.
ففیه أیضاً مواضع للإشکال :
أمّا أوّلاً : فلأنّ الملکیّة من المفاهیم الإضافیّة، والمفاهیم لیست من المقولات؛ لأنّ المقولات من الاُمور الحقیقیّة، والمفاهیم لیست کذلک.
وثانیاً : علی فرض أنّ الملکیّة من المقولات فهی بمقولة الإضافة أشبه من مقولة الجِدَة.
وثالثاً : ما ذکره فی بیان أنّ ملکیّته تعالی من مقولة الجِدَة: من أنّ المعلول من مراتب العلّة، فیه : أنّه لیس لذاته تعالی مراتب حتّی یکون من مراتبه، فلو عبّر: بأنّ الموجودات مظاهر له تعالی، کان له وجه، ومقولة الجِدَة التی ذکرها الحکماء لیس
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 76 معناها ما ذکره، فإنّها عبارة عن إحاطة شیء بشیء؛ بحیث یلزم من حرکة المحاط حرکة المحیط، وأنّ مقولة الجِدَة من الموجودات الخارجیّة؛ لعدم انحصار الموجودات الخارجیّة فی الأجسام.
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 77