تنبیه : فی خروج بعض أنحاء المفهوم المخالف والموافق عن محلّ النزاع
ربّما یکون من المفهوم المخالف ماهو الخارج عن محطّ النزاع، کما إذا کانت الجملة بصدد التحدید الماهویّ، فإنّه یوجب الانتفاء عند الانتفاء.
مثلاً : إذا قیل فی جواب «ما حقیقة الإنسان؟»: «إنّه الحیوان الناطق» أو «المائت» فلابدّ من الالتزام بالمفهوم، وإلاّ یلزم احتمال وجود الفصل الآخر لتلک الماهیّة الجنسیّة، ولایعقل ذلک؛ لأنّ الذاتیّات محفوظة فی أنحاء الوجودات.
کما ربّما یکون من المفهوم الموافق ماهو أیضاً خارج من محطّ التشاحّ، ویکون حجّة قطعاً، وذلک فی القضایا التی سیقت لإفادة المفهوم؛ بحیث لایکون المنطوق مراداً، فلو قلنا بأنّ النهی عن القول بالتأفیف لیس زجراً عن المدلول المطابقیّ، فلابدّ وأن یکون مفهومه مراداً؛ فراراً من اللغویّة غیر الجائزة بحقّ المولیٰ تعالیٰ وتقدّس. وهذا وذاک أقوی المفاهیم فی قسمی المخالف والموافق.
وربّما یوجد فی الأمثلة ما لا ثمرة للقول بالمفهوم لها، کما فی قولهم: «إن جاءک زید فأکرمه» إلاّ علی القول بأنّ مفهومه تحریم الإکرام عند عدم المجیء وهذا یعلم بالتأمّل والتدبّر.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 13 وعلیٰ کلّ تقدیر : لایورث انتفاء ثمرة القول بالمفهوم فی بعض الأمثلة بما هو المهمّ فی المقام، والله ولیّ الإنعام.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 14