رسم الخطّ
یشکل الأمر هنا من ناحیتین:
الاُولیٰ: من ناحیـة إضافـة الـواو فی کتابـة «اُولئک»، فإنّ الـمشهور علیٰ قراءتها بالـضمّـة من غیر إشباع، ولو فرضنا وجوب الإشباع، ولکنّـه لایستلزم کتابـة الـواو، فلابدّ من الالتزام بأحد أمرین: إمّا أنّ الـکتابـة غیر صحیحـة، أو أنّ الإشباع کان واجباً بحسب الـلغـة لا بحسب الـقراءة؛ أی کانت الـعرب تنطق بذلک مظهرة للواو، فعند ذلک لابدّ من الـمحافظـة علیٰ الـملفوظ فی الـکتابـة حسب الأصل الأوّلی الـمحرّر فیما سبق.
الناحیة الثانیة: حذف الألف الـملفوظ من «اُولئک»، فإنّـه أیضاً إشکال علیهم؛ لما لابدّ من أن یکتب «اُولائک»، وهذا علیٰ أساس الأصل الـعقلی، وهو لزوم الـمطابقـة بین الـوجودین الـکتبی والـلفظی.
وغیر خفیّ: أنّ الـخروج عن الأصل الـمزبور کان ممکناً لأجل بعض الـمناسبات، ومنها الإشارة الـیٰ اُصول الـلغـة، مثل کتابـة «هدیٰ» بالـیاء إشارة الـیٰ أنّها یائیـة، أو کتابـة «الـصلاة» بالـواو إیماءً الـیٰ أنّها واویـة حسب اختلاف مسالـکهم فی تلک الـمسألـة، ولکن الـخروج هنا غیر ممکن
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 76 لعدم الـمناسبات الـمقتضیـة؛ لما عرفت فی بحث الـصرف والـلغـة: أنّـه لا أصل لمثلـه، ولا مفرد من لفظـه، فیحمل علیٰ الـغلط الـذی لابدّ من الـمحافظـة علیـه؛ لما أنّ أهل الـلّغـة صنعوا بها ما صنعوا.
والـبحث حول کتابـة الـهمزة طویل الـذیل، وقد وضع فی بحوثهـا بعض فضلاء الـعصر رسالـة خاصّـة، تذکر فی الـکتاب لدیٰ الـمناسبات ـ إن شاء اللّٰه تعالـیٰ ـ والأمر بعد ذلک کلّـه سهل، لایهمّنا الـغور فیها وإتلاف الـوقت حولها.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 77