البحث الثالث
حول «ما أُ نْزِلَ من قبلک»
ربّما یخطر بالـبال أن یقال: إنّ الـطبع کان علیٰ أن تُنزّل الآیـة هکذا: «والـذین یؤمنون بما اُنزل الـیک وما أنزلناه من قبلک»؛ لقولـه تعالـیٰ: «وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنْفِقُونَ».
وقال أبوحیّـان: وهو عندی من الالتفات، فخرج من الـمتکلّم الـیٰ الـغائب.
وفیـه مالایخفیٰ؛ لأنّ الـبحث حول وجـه الالتفات لو صحّ مثلـه، ومجرّد کونـه من الالتفات عنده لایکفی لحمل الـکلام الإلهی علیـه.
أقول: سیظهر سرّ الإتیان بصیغـة الـمجهول فی بحوث عقلیّـة ـ إن شاء اللّٰه تعالـیٰ ـ فإنّ من الـممکن أن یستدلّ بعض الـقاصرین بهذه الآیـة علیٰ أنّ حدیث «امتناع صدور الـکثیر من الـواحد» ممّا لا أصل لـه؛ نظراً الـیٰ ما یتراءیٰ منها من صدور الـکتب الـکثیرة منـه تعالـیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 25