المسألة الاُولیٰ
حـول کلمة «لقی»
لقی یلقاه لـقاء: استقبلـه، وقیل: صادفـه ورآه. وفی «الـمحیط»: الـلقاء یکون بموعد وغیر موعد، فإذا کان بغیر موعد سُمّی مُفاجأة ومصادفـة. وفی «الـمفردات»: الـلقاء: مقابلـة الـشیء ومصادفتـه معاً، وقد یعبّر بـه عن کلّ واحد منهما، ویقال ذلک فی الإدراک بالـحسّ وبالـبصر وبالـبصیرة. انتهیٰ.
والـذی یظهر لـی بعد الـدقّـة والـرجوع الـیٰ موارد الاستعمال: أنّ ما فی الـلغـة من تفسیره بالاستقبال فی غیر محلّـه ففی الـکتاب: «حَتّیٰ إِذَا لَقِیَا
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 485 غُلاَماً فَقَتَلَهُ»، ولایعتبر کون طرف الـلّقاء من الـمحسوس بالـحواسّ الـظاهرة، ومنـه قولـه تعالـیٰ: «لَقَدْ لَقِینَا مِنْ سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً»، «لَقَدْ کُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ».
ومن هنا یظهر ما فی تأویلهم لقاء اللّٰه : من أنّه من لقاء الیوم الآخر ویوم الـتلاق، وسوف یظهر تمام الـکلام حول هذه الـجهة فی ذیل الآیات المناسبة.
وما فی «الـمحیط» وغیره: من تفسیر الـملاقاة والـلقاء بالـمصادفـة، غلط جدّاً، فإن الـتصادف صفـة الـسبب، والـلقاء حاصل منـه، فیقال: الـلقاء الـذی حصل صدفـة کان کذا.
ثمّ إنّ الـبحث حول هیئـة الـفعل الـماضی وکثیر من موادّ هذه الآیـة الـشریفـة، قد مضیٰ فی طول الـبحوث الـسابقـة، فراجع.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 486