المسألة الخامسة
حول کلمة «ألیم»
«ألیم» بحسب المادّة، وهو «الألَم»؛ بمعنیٰ الـوَجَع، ألِمَ رأسُـه أَلَماً: وَجِع، فهو اَلِمٌ، ویُحتمل اختلافـه مع الـوجع، فیکون هو الـوجع الـشدید، ویشهد لـه قول أهل الـلُّغـة: الألم الـوجع الـشدید، ویساعد علیـه الاعتبار، وهو نفی الـترادف فی الـلُّغـة.
وأمّا بحسب الهیئة: ففی الـلغـة والـتفسیر: الألیم الـمُؤلم، کالـسمیع بمعنیٰ الـمُسمِع، وقد مرّ: أنّ «فعیل» یجیء لـمعانٍ کثیرة عند قولـه تعالـیٰ: «وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ»، ویحتمل أن یکون هنا فیـه نوع مبالـغـة؛ أی أنّ الـعذاب ألیم وشدید ألمـه ووجعـه. اللهمّ إلاّ أن یقال: بأنّ توصیف الـعذاب بالألیم غیر جائز. نعم الإنسان یوصف بأنّـه ألیم؛ أی ذو ألم، فیکون اعتبار الـمبالـغـة ممکناً، أو یقال بأنّ اعتبار الـمبالـغـة لأجل إفادة تجاوز ألمـه الـیٰ الـغیر، کما فی توصیف الـماء بالـطهور، ولا یعتبر فی توصیفـه مبالـغـة إمکان توصیفـه حقیقةً.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 344