المبحث الرابع
حول تغیـیر الضمیر من المفرد إلی الجمع
فی وجـه الإتیان بصیغـة الـمضارع الـمفرد، ثمّ الإتیان بصیغـة الـجمع، وهو قولـه: «آمَنَّا».
فربّما أنکر بعضهم بأنّـه غیر جائز؛ لأنّـه من الـرجوع الـیٰ الـجمع من الـمفرد. وقال بعضهم: إنّ فی ذلک لـطفاً؛ لـما فیـه من الـجمع بین حکم الـلفظ والـمعنیٰ.
أقول: والـذی یظهر لـی: أنّ الإتیان بالـمُفرد فهو لأجل أنّ مفاد «مَنْ» لـیس إلاّ الـواحد علیٰ الـبدل، وأمّا قولـه: «آمَنَّا» فهو مقول قول هذا الـواحد علیٰ الـبدل، فإنّـه یجوز أن یقول: «آمَنَّا» إمّا تفخیماً لـشأنـه، أو کان نائباً عن طائفتهم ووکیلاً من قِبَلهم أصالـة أو فضولـة، فلا ینبغی الـخلط الـذی ابتُلی بـه أرباب الـتفسیر، فوقعوا فی حَیْصَ بَیْصَ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 254