المسألة الرابعة
حول کلمة «إنذار»
أنذره بالأمر إنذاراً ونَذْراً ونُذْراً ونُذُراً ونذیراً، والأربعـة الأخیرة مصادر غیر قیاسیّـة.
وبالجملة: هو بمعنیٰ الإعلام والـتحذیر عن عواقب الأمر قبل حلولها، والـتخویف فی الإبلاغ، وربّما یُستشمّ من قولـه تعالـیٰ: «فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُکُمْ صَاعِقَةً» ومن قولـه تعالـیٰ: «إِنَّا أَنْذَرْنَاکُمْ عَذَاباً قَرِیباً» ومن غیر ذلک ممّا یکثر [ذکره] فی الـکتاب: أنّ الإنذار هو الإعلام إلاّ أنّ أکثر استعمالاتـه فی الإعلام الـمشفوع بالـتخویف. ویؤیّده کنیـة الـدیک بأبی الـمنذر، ولکنّـه بمعزل ، فالـمنذَر منـه فی هذه الآیات هی الـحصّـة الـخاصّـة من الـعذاب والـعقاب، وماهو مدلول الـلغـة هو مطلق الـتخویف والـتهدید،
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 107 ونظیره قولـه تعالـیٰ: «سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَیٰ بِعَبْدِهِ لَیْلاً» فإنّ الإسراء هو الـسیر فی الـلیل، والآیـة تفید أنّ الـسیر کان فی واحدة من الـلیالـی. هذا، مع أنّ الـتجرید نوع تحسین فی الـفصاحـة أو الـبلاغـة، وقد تعارف ذلک بین أهل الأدب.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 108