وعلیٰ مشرب العارف الإلهی
«خَتَمَ اللّٰهُ عَلَیٰ قُلُوبِهِمْ» حسب مقتضیات الأسماء الإلهیـة وحسب لوازم الـمناکحات الأسمائیـة، «وَ» هکذا طبع «عَلَیٰ سَمْعِهِمْ».
وأمّا «عَلَیٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ» فهو لأجل کونها تبعاً لتلک الأسماء، ولأجل ااقتضائها الأوّلی إن کانت الـغشاوة أیضاً مستندة الـیـه تعالـیٰ، کما فی بعض الآیات الاُخر. وهذا لا ینافی کون الـطبع والـغشاوة جزاء کفرهم وإصرارهم علیٰ الـباطل والـشقاوة، کما فی بعض الآیات الاُخر؛ وذلک لأنّ
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 224 مقتضیٰ ما تحرّر فی علم الأسماء، یکون تلک الـضلالـة من توابع الاسم الـمضل وبالـجملـة «لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ»من نیران الـجحیم حتّیٰ یطهروا من الأدناس والأخباث ویتمکّنوا من دخول الـجنـة قضاء لقولـه تعالـیٰ: «وَنَزَعْنَا مَا فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ».
وقریب منه: «خَتَمَ اللّٰهُ عَلَیٰ قُلُوبِهِمْ» حتّیٰ صاروا مظهر الاسم ومجْلیً لهذه الـنسبـة الـثابتـة الـثبوتیـة، فإنّـه تعالـیٰ من أسمائـه طبع اللّٰه، وهو من نعوتـه الـکمالـیـة الـجلالیـة، فیعاقب فی الـنشآت الـمتأخّرة ما یسانخـه و[یشاکلـه]، والأمر کذلک بالـنسبـة الـیٰ الـسمع والـبصر. فتدبّر.
«وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ»، وتلک الـعظمـة هی صیرورة الإنسان فی الـحرکـة الـیٰ الـشقاوة الـیٰ حدّ تصیر الـنار داخلـة فی ماهیتـه او هویتـه فتأمّل جیّـداً.
فرغنا من هذه الآیـة لیلـة الأربعاء الـسابع عشر من ذی الـقعدة الـحرام / 91 أیّام حملـة الـحکومـة الـجائرة الـعراقیّـة فی تسفیر الإیرانیـین من الأعتاب الـمقدّسـة والـعراق، وکان فیهم الـعلماء والـطلاّب، ونحن الآن فی الـرعب والـوحشـة منها. عصمنا اللّٰه تعالـیٰ بلطفـه الـعام.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 225