التنبیه الأوّل
حول عطف الآیة
هذه الآیـة غیر معطوفـة بحروف الـعطف، إلاّ أنّ من الـمحتمل کونها معطوفـة بالـحروف الـمحذوفـة؛ أی إنّ الـذین کفروا سواء علیهم أأنذرتهم، وختم اللّٰه علیٰ قلوبهم، أو فختم اللّٰه؛ لما أنّهم متساوو الـنسبـة الـیٰ الإنذار وعدمـه، أو ثمّ ختم اللّٰه، وقد أمهلهم حتّیٰ لا یکون من الـمسارعـة الـمذمومـة والاستعجال الـقبـیح.
ومن الـمحتمل کونها فی حکم الـسبب والـعلّـة لمفاد الـجملـة الـسابقـة؛ أی الإنذار وعدمـه بالـنسبـة الـیهم علیٰ الـسواء؛ لأجل أنّ اللّٰه ختم علیٰ قلوبهم، ولکنّـه بمعزل عن الـتحقیق؛ لإمکان کون الاستواء علّـة الـختم، کما عرفت فیما مضیٰ من الـبحث فی ذیل الآیـة الـسابقـة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 173 فعلیٰ هذا یتعیّـن أن تکون هذه الآیـة معطوفـة علیٰ الآیـة الاُولیٰ، وأمّا تعیـین الـحرف الـعاطف الـمحذوف فهو مُشکِل، والـکلّ مناسب.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 174