النحو والإعراب
قد اشتهر عنهم : أنّ الآیـة عطف علیٰ سابقتها، فتکون فی مورد الـخفض علیٰ الـنعت للمتّقین أو الـبدل، ویمکن أن تکون علیٰ الـنصب للمدح علیٰ الـقطع، أو بإضمار فعل، وعلیٰ الـرفع قطعاً؛ أی «وهم الـذین»، أو علیٰ الابتداء والـخبر.
ومن الـممکن أن یعتبر وصفاً للمتّقین وقیداً أو عطف بیان، أو یعتبر وصفاً للموصول الـسابق وقیداً أو عطف بیان.
ثمّ إنّ الـواو الأوّل والـثانی حرف عطف، والأوّل من عطف الـمفرد علیٰ الـمفرد، والـثانی من عطف الـجملـة علیٰ الـجملـة، کما لایخفیٰ. وأمّا الـواو الـثالـثـة فالـظاهر أنّـه حرف استئناف لقولـه: «یُوقِنُونَ» ، ومن الـممکن أن تکون حرف عطف؛ أی ویؤمنون بالآخرة وهم یوقنون بها، وقد حُذفت لدلالـة کلمـة یوقنون علیها.
ومن الـممکن أن تکون الآیـة هکذا: «والـذین یؤمنون بما اُنزل الـیک، والـحال أنّـه ما اُنزل من قبلک»، فتکون «ما» نافیـة أو استفهامیّـة إنکاریّـة، وبأنّ الـنازلـة هی الأخیرة من الـنوازل والآخرة منها یوقنون، فتکون الآخرة
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 17 صفـة الـنازلـة، والـمقصود هو الـکتاب، فعلیـه تکون الـواو الـثانیـة حالـیّـة، وتکون الآخرة صفـة للمحذوف، ولو اُرید منها الـنشأة الآخرة فلا محذوف؛ لأنّها وضعت بالـوضع الـتعیُّنی للنشأة الآخرة؛ حسب ما تحرّر فی بحث الـلّغـة والـصرف.
فما عنهم قاطبـة: أنّها نعت الـمحذوف، غیر صواب قطعاً.
ولک أن تقول: إن کانت الـباء للسببـیّـة، صحّ إرادة کلٍّ من الـمعانی الـشرعیّـة وغیرها من الإیمان، وإن کانت صلـة للإیمان فهو تابع للمراد من جملـة «مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ».
والاحتمالات فی «ما» ثلاثـة : موصولـة وموصوفـة ومصدریّـة، وعلیٰ الـثالـث یکون بأصل الـوحی علیـه صلی الله علیه و آله وسلم فی الأیّام الـسابقـة.
والأظهر ما هو الـمشهور؛ لعدم جواز الـتجاوز عمّا صدّقتـه الـعقول فی هذه الـمواقف والـمواضیع، فلاتغترّ بما فی معرض الـذهول.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 18