المقصد السابع فی الاُصول العملیة
الکلام فی المخالفة القطعیة
الجهة الاُولی‏: فی إمکان الترخیص فی أطراف العلم الإجمالی
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : سبحانی تبریزی، جعفر

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1388

زبان اثر : عربی

الجهة الاُولی‏: فی إمکان الترخیص فی أطراف العلم الإجمالی

الجهة الاُولی : فی إمکان الترخیص فی أطراف العلم الإجمالی

‏ ‏

‏فلا إشکال أنّ العقل ـ مع قطع النظر عن الأدلّة المرخّصة علی فرض‏‎ ‎‏وجودها ـ یحکم بوجوب موافقة الأمارات وعدم جواز مخالفتها ؛ سواء علم قیامها‏‎ ‎‏علی أمر تفصیلاً أو إجمالاً ، ویحکم مع العلم الإجمالی بقیام أمارة : إمّا علی وجوب‏‎ ‎‏الدعاء عند رؤیة الهلال أو علی وجوبه عند غروب الشمس ، علی لزوم المطابقة‏‎ ‎‏القطعیة وحرمة مخالفتها القطعیة .‏

‏لکن لا بملاک المعصیة والإطاعة ؛ لعدم إحراز موضوعهما ؛ لعدم العلم‏‎ ‎‏بتصادف الأمارة للواقع ، بل بملاک قطع العذر واستحقاق العقوبة علی فرض‏‎ ‎‏مطابقتها للواقع ، أو بملاک المعصیة التقدیریة ؛ أی علی فرض المصادفة .‏

‏فلو ارتکب أحد أطراف المعلوم بالإجمال فیحتمل قیام الأمارة علیه‏‎ ‎‏وعدمه ، وعلی فرضه یحتمل تصادف الأمارة للواقع وعدمه ، لکن علی فرض‏‎ ‎‏تصادف الاحتمالین للواقع لا عـذر له فی ترک المأمـور به الواقعی ؛ فیستحقّ‏‎ ‎‏العقوبـة علیه .‏

والحاصل :‏ أنّ العلم بالحجّـة الإجمالیـة کالعلم بالحجّـة التفصیلیـة فی نظـر‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 183

‏العقل ؛ لأنّ العمل بها واتّباعها مـؤمّن عـن العقاب ؛ صادف أو خالف . والإعـراض‏‎ ‎‏عنها یحتمل معه العقاب ، فیجب دفعه .‏

‏والعلم بالحجّة وإن لم یکن ملازماً مع العلم بالحکم لکنّه یجب العمل به‏‎ ‎‏عقلاً ؛ لحصول الأمن معه ، فإنّ المکلّف یعدّ إذا صادفت الأمارة للواقع غیر معذور‏‎ ‎‏إذا لم یعمل به .‏

‏هذا حکم العقل إذا قصّر نظره إلی أدلّة الأمارات .‏

ومع ذلک کلّه :‏ لا مانع هنا للشارع عن جعل الترخیص ، ولیس حکم العقل‏‎ ‎‏بلزوم اتّباع الحجّة الإجمالیة مانعاً عن جعل الترخیص ، کما لیس هاهنا مانع من‏‎ ‎‏ناحیة الخطابات الأوّلیة ولا من غیرها .‏

توضیحه :‏ أنّ ما هو القبیح علی المولی إنّما هو الإذن فی معصیته ومخالفته ؛‏‎ ‎‏فلو وقف المکلّف بعلم وجدانی علی کونه مطلوباً فالترخیص فی ترکه یعدّ لدی‏‎ ‎‏العقل قبیحاً بالنسبة إلی المولی الذی لا یتلاعب بأحکامه وأغراضه . فالعلم‏‎ ‎‏بالمطلوب والإلزام به ، ثمّ الترخیص فیه مع بقائه علی المطلوبیة التامّة التی لا‏‎ ‎‏یرضی بترکه نقض فی الغرض لا یلیق بساحة الحکیم .‏

‏بل یمکن أن یقال : إنّ امتناعه لیس لأجل کونه أمراً قبیحاً ، بل هو أمر ممتنع‏‎ ‎‏بالذات ؛ لامتناع اجتماع إرادتین متعلّقتین علی فعله وترکه ، فالترخیص فی المعصیة‏‎ ‎‏مع کونه قبیحاً محال ذاتاً .‏

‏ولکن کون الترخیص إذناً فی المعصیة فرع العلم بکونه محبوباً ومطلوباً تامّاً ،‏‎ ‎‏والمفروض أنّ الموجود فی المقام لیس إلاّ العلم بالحجّة ، ولا نعلم کونها مطابقة‏‎ ‎‏للواقع أو لا ؟‏


کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 184

‏فالترخیص فی مخالفتها لحفظ غرض أهمّ علی فرض المطابقة للواقع لیس‏‎ ‎‏ترخیصاً فی المعصیة ؛ لعدم العلم بالحکم ، بل هو ترخیص فی مخالفة الأمارة‏‎ ‎‏وإجازة فی مخالفة الحجّة . فما یدّعی من الامتناع والاستقباح غیر آتٍ فی المقام .‏

‏وأمّا توهّم المانع من ناحیة الخطابات الأوّلیة واستلزام ذلک الترخیص تقییداً‏‎ ‎‏أو تخصیصاً فی أدلّة الواقعیة فقد مرّ توضیحه ودفعه .‏

والحاصل :‏ أنّی لا أظنّ بقاء المجال للتشکیک فی إمکان الترخیص ـ حتّی‏‎ ‎‏بالنسبة إلی جمیع الأطراف ـ بعد تصوّر محطّ البحث ؛ لعدم لزوم شیء ممّا ذکر ،‏‎ ‎‏کلزوم الإذن فی المعصیة ؛ ضرورة أنّ الإذن فی مخالفة الأمارة لا یلازم الإذن فی‏‎ ‎‏المعصیة ، بل قد یلزم منه الإذن فی مخالفة الواقع ولا إشکال فیه ؛ لجواز رفع الید‏‎ ‎‏عن الواقع لأجل تزاحم جهات أهمّ منه .‏

‏وإن شئت فاعطف نظرک إلی أشباهه ونظائره ؛ فإنّ الشکّ بعد تجاوز المحلّ‏‎ ‎‏أو خروج الوقت لا یترتّب علیه الأثر مع إمکان کون المضی موجباً لتفویت الواقع ،‏‎ ‎‏ومثله الإذن بالعمل بالاستصحاب أو إیجاب العمل به ؛ فإنّ الترخیص والإذن والأمر‏‎ ‎‏فی هاتیک الموارد یکشف عن عدم فعلیة الأحکام الواقعیة ؛ بمعنی رفع الید عنها‏‎ ‎‏للمزاحم الأقوی ، من غیر تقیید لها أو تخصیص .‏

‏فلو فرغنا عن دلالة الأدلّة المرخّصة إثباتاً ، ولم یکن محذور فی مقام‏‎ ‎‏الاستفادة عن الأخذ بمفادها فلا نتصوّر مانعاً فی المقام .‏

‏فما ربّما یتراءی فی کلمات الأعاظم من تصوّر المحاذیر الثبوتیة ؛ من أنّ‏‎ ‎‏الترخیص فی جمیع الأطراف مستلزم للإذن فی المعصیة وهو قبیح عقلاً‏‎[1]‎‏ ، أو أنّ‏‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 185

‏حکم العقل بالنسبة إلی المخالفة القطعیة علی نحو العلّیة التامّة ، وبالنسبة إلی‏‎ ‎‏الموافقة القطعیة کذلک‏‎[2]‎‏ أو بنحو الاقتضاء‏‎[3]‎‏ ، کلّ ذلک ناشٍ من خلط محلّ البحث‏‎ ‎‏بما هو خارج عنه .‏

‏فإذا تبیّن إمکان الترخیص فلو دلّت الأدلّة علی الترخیص فلا مانع من القول‏‎ ‎‏بمقالة المحقّقین ، الخوانساری والقمی‏‎[4]‎‏ .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 186

  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 17 ، نهایة الأفکار 3 : 307 ـ 308.
  • )) نهایة الأفکار 3 : 305 ـ 308 .
  • )) فرائد الاُصول ، ضمن تراث الشیخ الأعظم 25 : 200 و 210 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 10 و 24 .
  • )) مشارق الشموس : 77 / السطر 8 ، القوانین المحکمة 2 : 37 / السطر 3 ، اُنظر فرائد الاُصول ، ضمن تراث الشیخ الأعظم 25 : 279 ـ 280 .