إشکال الشیخ الأعظم علی جریان البراءة بعدم إمکان خطاب الناسی
إذا عرفت ذلک فنقول : فهل الأصل العقلی عند ترک الجزء نسیاناً هو البراءة والاکتفاء بالناقص ، أو الاشتغال ولزوم الإعادة ؟
فنقول : لا إشکال فی عدم تنجّز الجزء المنسی فی حال النسیان ، وإنّما الإشکال فی ما عدا الجزء المنسی ، وأنّه هل یصحّ تکلیفه بالإتیان بالباقی أولا ؟
اختار الشیخ الأعظم ، الثانی قائلاً بأنّ ما کان جزءً حال العمد یکون جزءً حال الغفلة والنسیان ؛ لامتناع اختصاص الغافل والساهی بالخطاب بالنسبة إلی المرکّب الناقص ؛ لأنّ الخطاب إنّما یکون للانبعاث ، ویمتنع انبعاث الغافل ؛ لأنّه یتوقّف علی توجّهه بالخطاب بعنوانه ، ومعه یخرج عن کونه غافلاً ، فخطابه لغو ، فالأصل العقلی هو لزوم الاحتیاط .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 346