الاُولی : فی الفرق بین الأقل والأکثر الاستقلالیین والارتباطیین
الفرق بین الاستقلالیین منهما والارتباطیین أوضح من أن یخفی ؛ فإنّ الأقلّ فی الاستقلالی مغایر للأکثر ؛ غرضاً وملاکاً وأمراً وتکلیفاً ، کالفائتة المردّدة بین الواحد وما فوقها ، والدین المردّد بین الدرهم والدرهمین . فهنا أغراض وموضوعات وأوامر وأحکام علی تقدیر وجوب الأکثر .
ومن هنا یعلم : أنّ إطلاق الأقلّ والأکثر علیهما بضرب من المسامحة والمجاز ، وباعتبار أنّ الواحد من الدراهم أقلّ من الدرهمین وهو کثیرة ، وإلاّ فلکلٍّ تکلیف وبعث بحیاله .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 287 وأمّا الارتباطی : فالغرض قائم بالأجزاء الواقعیة ، فلو کان الواجب هو الأکثر فالأقلّ خالٍ عن الغرض والبعث من رأس .
فوزانه فی عالم التکوین کالمعاجین ؛ فإنّ الغرض والأثر المطلوب قائم بالصورة الحاصلة من ترکیب الأجزاء الواقعیة علی ما هی علیها ، ولا تحصل الغایة إلاّ باجتماع الأجزاء عامّة ؛ بلازیادة ولا نقیصة .
کما هو الحال فی المرکّبات الاعتباریة أیضاً ؛ فلو تعلّق غرض الملک علی إرعاب القوم وخُصمائه یأمر بعرض الجنود والعساکر ؛ فإنّ الغرض لا یحصل إلاّ بإرائة صفوف من العساکر ، لا إرائة جندی واحد .
ومن ذلک یظهر : أنّ ملاک الاستقلالیة والارتباطیة باعتبار الغرض القائم بالموضوع قبل تعلّق الأمر ؛ فإنّ الغرض قد یقوم بعشرة أجزاء وقد یقوم بأزید منها .
وسیوافیک ضعف ما عن بعضهم من أنّ ملاکهما إنّما هو وحدة التکلیف وکثرته ؛ ضرورة أنّ وحدته وکثرته باعتبار الغرض الباعث علی التکلیف ، فلا معنی لجعل المتأخّر عن الملاک الواقعی ملاکاً لتمییزهما ، فتدبّر .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 288