الشرط الثانی : اعتبار کون العوضین ملکاً طلقاً
وجوب تبدیل الوقف إلیٰ ما یقبل البقاء
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279-1368

محل نشر : تهران

زبان اثر : عربی

وجوب تبدیل الوقف إلیٰ ما یقبل البقاء

‏ ‏

‏ثمّ إنّـه یتفرّع علیٰ ما سلکناه فی ماهیّـة ا لوقف ـ من کونها فکّ ملک وإیقافاً‏‎ ‎‏علی ا لموقوف علیهم ؛ لغرض درّ ا لنفع علیهم‏‎[2]‎‏ ، وأنّ ا لوقف سواء کان عامّاً أو‏‎ ‎‏خاصّاً بعد تحقّقـه ، یصیر من ا لمصا لح لعموم ا لمسلمین ، أو لطائفـة منهم ، وأنّ من‏‎ ‎‏وظائف ا لوا لی حفظ مصا لحهم ، ولیس لـه ا لاهمال حتّیٰ یضیع‏‎[3]‎‏ ، وأنّ ا لوقف فی‏‎ ‎‏جمیع ا لأوقاف تعلّق با لعناوین با لنسبـة إلی ا لطبقات ا لمتأخّرة ، ولایعقل تعلّقـه‏

‏با لمعدومین بما هم معدومون ؛ لامتناع ا لإشارة إلیهم‏‎[4]‎‏ ـ أنّ ا لوقف سواء کان عامّاً‏‎ ‎‏أو خاصّاً ، إذا لم یکن لـه استعداد بقاء إلی ا لطبقات ا لمتأخّرة ذاتاً أو منفعةً ، یجب‏‎ ‎‏علی ا لوا لی تبدیلـه بما یکون لـه استعداد ا لبقاء ذاتاً ومنفعةً ، لا لأجل تعلّق حقّ‏‎ ‎‏من ا لمعدومین بـه حتّیٰ یقال : إنّ ا لمفروض أ نّـه لایبقیٰ إلیٰ عصرهم‏‎[5]‎‏ .‏

‏بل لأ نّـه صار من ا لمصا لح ا لعامّـة فی ا لأوقاف ا لعامّـة ، ومن ا لمصا لح‏‎ ‎‏ا للاّزمـة ا لحفظ للطبقات ا لمتأخّرة فی ا لأوقاف ا لخاصّـة ، ومن ا لضروریّ أنّ‏‎ ‎‏ا لواقف لایختلف وقفـه وإیقافـه علی ا لعناوین بحسب اختلاف ا لأعیان ا لموقوفـة‏‎ ‎‏فی استعداد ا لبقاء ، فمن جعل محلاًّ مسجداً ، لم یختلف جعلـه ـ فی کیفیّـة‏‎ ‎‏ا لمسجدیّـة ـ بین ما یبقیٰ بحسب استعداده إلی ا لأبد ، وبین غیره ، فلاتقیید فی‏‎ ‎‏جعل ا لمسجدیّـة ، وکذا ا لحال فی سائر ا لأوقاف .‏

‏هذا فی ا لأوقاف ا لتی لم یتعرّض ا لواقف فیها لحال عروض ا لعوارض ، وأ مّا‏‎ ‎‏فیما تعرّض فا لحکم تابع لجعلـه ، ولیس ا لکلام هنا فیها ، فإذا صارت قریـة‏‎ ‎‏بحسب ا لوقف من مصا لح ا لمسلمین ، لایجوز للوا لی إهما لها إلیٰ أن تضیع ،‏‎ ‎‏ولاتبدیلها بما لایبقیٰ إلاّ بمقدار بقاء ا لأصل ، بل لابدّ من لحاظ ما هو ا لأصلح لهم‏‎ ‎‏أو لطائفـة منهم ، کالأوقاف ا لخاصّـة .‏

وما قا لـه بعضهم :‏ من أنّ إنشاء ا لوقف تعلّق بشخص ا لعین ؛ لأجل انتفاع‏‎ ‎‏جمیع ا لطبقات علیٰ فرض بقائها إلیٰ زمانهم ، فإنّ غیره غیر معقول ؛ إذ حبسها لهذا‏‎ ‎‏ا لغرض لایعقل انفکاکـه عن هذا ا لغرض ، فینتهی أمد ا لوقف بانتهاء ا لغرض ، فلا‏‎ ‎‏ملک للمعدومین لا فعلاً ولا شأناً ، فلا حقّ لهم حتّیٰ یجب مراعاتـه .‏


ثمّ أجاب عن ا لإشکال :‏ بأنّ تسبیل ا لمنفعـة موسّع لدائرة ا لوقف کما مرّ‏‎[6]‎‏ .‏

فیـه ما مرّ :‏ من أنّ ا لغرض لم یؤخذ فی دائرة ا لإنشاء ، ولیس ا لوقف مرکّباً‏‎ ‎‏من إنشاءین : إنشاء ا لحبس ، وإنشاء تسبیل ا لمنفعـة ، بل هو عنوان وحدانیّ ، یتعلّق‏‎ ‎‏بـه إنشاء واحد‏‎[7]‎‏ ، وإنّما یفسّر فی مقام ا لتفصیل : بأ نّـه حبس ا لأصل ، وتسبیل‏‎ ‎‏ا لمنفعـة ، کما أ نّـه لو أخبر مخبر عن ا لجسم ، لایخبر إلاّ خبراً واحداً ، وإن انحلّ‏‎ ‎‏ا لجسم إلیٰ مادّة وصورة مثلاً .‏

‏فا لواقف فی جعلـه وإنشائـه لایحدّد ا لوقف ، وإلاّ تصیر کلّ ا لموقوفات من‏‎ ‎‏قبیل منقطع الآخر ، ولم یکن وقف فیـه تأبید ، وهو کما تریٰ .‏

وبا لجملـة :‏ إنّ ا لتأبید وا لانقطاع تابعان لکیفیّـة ا لجعل ، لا لبقاء ا لعین وعدم‏‎ ‎‏بقائها ، فما لم یکن متقیّداً بما یجعلـه منقطعاً فهو مؤبّد ، ولایلزم ذکر ا لتأبید فی‏‎ ‎‏ا لإنشاء ، فا لوقف علی ا لمسلمین أو علی ا لذرّیـة ـ بلا قید ـ وقف تأبید .‏

‏ولو صحّ ما ذکره : من أنّ أمد ا لوقف ینتهی بانتهاء ا لغرض ، ما کان جوابـه‏‎ ‎‏بما أفاد مقنعاً‏‎[8]‎‏ ، لا لفساد ا لمبنیٰ کما تقدّم‏‎[9]‎‏ ، بل لأنّ ما لیّـة ا لوقف أیضاً قد تکون‏‎ ‎‏محدودة بحدّ ، ولیس لها استعداد بقاء إلی ا لطبقـة ا لمتأخّرة ، فیکون ا لوقف إلیٰ أمد‏‎ ‎‏ا لما لیّـة بعین ما ذکره ، فلاتجب مراعاة تلک ا لطبقـة .‏

وا لتحقیق ما عرفت :‏ من أنّ لزوم ذلک لأجل حفظ مصا لح ا لذرّیـة أو‏‎ ‎‏ا لمسلمین ، ولایکون ا لوقف علی ا لمعدومین ، ولایدور مدار ما لکیّتهم أو تعلّق‏‎ ‎‏حقّهم بـه‏‎[10]‎‏ .‏


وبا لجملـة :‏ لابدّ من ملاحظـة صلاح ا لموقوف علیهم فی بدل ا لأوقاف .‏

‎ ‎

  • )) راجع ما تقدّم فی ا لصفحـة 125 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 194 ـ 197 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 193 ـ 194 .
  • )) ا لمکاسب : 168  /  ا لسطر12 وما بعده ، حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لإشکوری 1 : 159 /  ا لسطر15 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 264  /  ا لسطر29 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 188 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 263  /  ا لسطر24 ، و : 264  /  ا لسطر35 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 191 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 181 و 203 .