الشرط الثالث : اعتبار القدرة علی التسلیم فی العوضین
هل القدرة علی التسلیم شرط أو العجز مانع؟
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279-1368

محل نشر : تهران

زبان اثر : عربی

هل القدرة علی التسلیم شرط أو العجز مانع؟

‏ ‏

‏ثمّ وقع ا لکلام فی أنّ ا لقدرة شرط ، أو ا لعجز مانع ، وقد اشتهر بینهم أنّ ا لمانع‏‎ ‎‏أمر وجودیّ ، یلزم من وجوده ا لعدم ، وا لشرط ما یلزم من عدمـه ا لعدم‏‎[2]‎‏ ، وقد‏‎ ‎‏تشبّث ا لشیخ ا لأعظم ‏‏قدس سره‏‏ بذلک علیٰ أنّ ا لعجز لیس مانعاً‏‎[3]‎‏ .‏

‏وا لظاهر أنّ ما ذکر فی معنی ا لشرط وا لمانع ، وقع فی کلام أهل ا لفنّ بنحو‏‎ ‎‏من ا لمسامحـة‏‎[4]‎‏ ، ثمّ اشتهر ذلک غفلـة عن حقیقـة ا لحال ؛ وهی أنّ ا لعدم لیس‏‎ ‎‏بشیء ، ولایعقل أن یکون مشاراً إلیـه ، أو محکوماً بحکم ، أو موضوعاً لـه ، أو‏‎ ‎‏مدرکاً ، فضلاً عن أن یکون مؤثّراً ومتأثّراً ، فاقتضاؤه لشیء أو لزوم شیء منـه ، کلّ‏‎ ‎‏ذلک غیر صحیح ، وما یتصوّر منـه أو یحکم علیـه ، إنّما هو ا لعدم با لحمل ا لأوّلی ،‏‎ ‎‏ا لموجود با لشائع فی ا لذهن .‏

‏وا لتحقیق : أنّ ا لمانع أمر وجودیّ ، مضادّ لأمر وجودیّ ، فا لتمانع بینهما‏‎ ‎‏با لذات ؛ بمعنیٰ عدم إمکان اجتماعهما فی محلّ واحد ، فکلّ منهما مادام موجوداً ،‏‎ ‎‏یمنع عن وجود ضدّه بحکم ا لتضادّ وا لتنافی ، فا لبیاض فی ا لجسم مادام موجوداً ،‏‎ ‎‏مانع عن وجود ا لسواد ، وکلّ طارد لضدّه .‏

وأ مّا ما یقال :‏ من أنّ ا لمانع ـ اصطلاحاً ـ هو ما یقتضی ما ینافی مقتضیٰ‏‎ ‎

‏شیء آخر ، فا لمقتضیان متمانعان ؛ لتنافی مقتضیهما ، فسبب ا لضدّ هو ا لمانع‏‎[5]‎‏ فغیر‏‎ ‎‏وجیـه ؛ فإنّ ما هو ا لمناط فی ا لتمانع با لذات ، إنّما هو فی ا لضدّین ، لا فی علّـة کلّ‏‎ ‎‏مع وجود الآخر ، فسبب ا لتمانع هو ا لتنافی ا لذی بین ا لضدّین .‏

‏فصرف اقتضاء شیء ما ینافی اقتضاء الآخر ، لایکون منشأ ا لتمانع ، فعلّـة‏‎ ‎‏تحقّق ا لسواد فی ا لجسم ، مع علّـة ا لبیاض ، غیر متمانعین با لذات ، بل ا لتمانع‏‎ ‎‏باعتبار ا لأثر وا لمعلول ، ا لذی یکون مضادّاً لمعلول آخر .‏

ثمّ إنّ ا لتحقیق :‏ أنّ ا لشرط وا لمانع وا لسبب ونحوها ، قابلـة للجعل مستقلاًّ‏‎ ‎‏فی ا لتشریعیّات ، وإنکار ذلک‏‎[6]‎‏ ناشئ من ا لخلط بین ا لتکوین وا لتشریع .‏

وقد یقال :‏ إنّ جعل شیء مانعاً ، یرجع إلیٰ جعل عدمـه شرطاً ؛ لأنّ ا لمأمور‏‎ ‎‏بـه إذا لم یتقیّد بشیء ، فلا محا لـة یقع صحیحاً ، ومع جعل ا لمانع ، إذا لم یرجع إلیٰ‏‎ ‎‏تقیید فیـه ، وضیق فی ا لمطلوب ، لایعقل أن لایقع صحیحاً ؛ لأنّ ا لصحّـة هی‏‎ ‎‏مطابقـة ا لمأتیّ بـه للمأمور بـه ، وا لمفروض مطابقتـه لـه .‏

‏ولو رجع إلیٰ تضییق وتقیید ، فلا محا لـة یکون من قبیل ا لشرط ، فیکون‏‎ ‎‏عدم ا لمانع شرطاً‏‎[7]‎‏ .‏

وفیـه :‏ أنّ هذا مبنیّ علیٰ عدم إمکان جعل ا لمانع عن صحّتـه ، وإلاّ فکما أنّ‏‎ ‎‏ا لمانع فی ا لتکوین ، یدفع وجود ا لممنوع عن ا لتحقّق ، من غیر أن یکون لعدمـه‏‎ ‎‏دخل ، کذلک ا لمانع فی ا لتشریع .‏


‏بل ا لتشریع فی مثل ما ذکر ، یکون علیٰ طبق ا لتکوین بحسب ا لاعتبار ،‏‎ ‎‏فا لتشریع تکوین اعتباریّ ، نظیر ما یقال : من أنّ ا لملک جدة اعتباریّـة‏‎[8]‎‏ ، أو‏‎ ‎‏إضافـة اعتباریّـة‏‎[9]‎‏ ، فإذا شرع ا لمقنّن تشریعاً قانونیّاً ، ثمّ اقتضت ا لمصا لح أن‏‎ ‎‏یجعل لـه شرطاً أو مانعاً ، فقال : «ولِّ فی ا لصلاة وجهک شطر ا لمسجد ا لحرام» یتّبع‏‎ ‎‏ذلک ا لوضع ، وتنتزع منـه ا لشرطیّـة فی ا لصلاة ، من غیر تجدید أمر با لمقیّد .‏

‏وکذا إذا اقتضت ا لمصلحـة جعل مانع لها ، فقال : ‏«لاتصلّ فی وبر ما‎ ‎لایؤکل» ‏أو «جعلت وبره مانعاً من ا لصلاة» تنتزع منـه ا لمانعیّـة ، نظیر ا لمانعیّـة‏‎ ‎‏ا لتکوینیّـة ، فبحسب جعلـه واعتباره ، یکون حمل ا لوبر ولبسـه مضادّاً لصحّـة‏‎ ‎‏ا لصلاة .‏

‏فموافقتها للمأمور بـه ، إنّما توجب ا لصحّـة ، إذا لم تبتل با لمضادّ فی اعتبار‏‎ ‎‏ا لشرع ، ا لمانع من صحّتها ، فمع ابتلائها با لمضادّ فی اعتبار ا لشرع ، لاتقع علیٰ طبق‏‎ ‎‏ا لقانون ا لشرعیّ ، فلاتعقل صحّتها ؛ للمضادّة ا لجعلیّـة ا لاعتباریّـة ، وهذا لا مانع‏‎ ‎‏منـه عقلاً ، ویصحّ اعتباراً .‏

‏وأ مّا إرجاع ا لمانع إلیٰ أنّ عدمـه شرط ، فهو فرار من ا لمطر إلی ا لمیزاب ؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ ا لعدم لایعقل أن یکون شرطاً بأیّ معنًی کان ، ولایعقل ثبوت شیء لـه ،‏‎ ‎‏ولا ا لإشارة إلیـه ولو عقلاً ، فا لفرار ممّا لا امتناع فیـه بوجـه ، إلی ا لممتنع‏‎ ‎‏با لضرورة ، ممّا یدفعـه ا لعقل .‏

‏فمع امتناع شرطیّـة ا لعدم أو مانعیّتـه ، لا محیص عن تأویل ما بظاهره دالّ‏‎ ‎‏علیٰ شرطیّتـه أو مانعیّتـه ، ففی ا لمقام لو فرض ظهور دلیل علیٰ مانعیّـة ا لعجز ،‏‎ ‎

‏فلابدّ من إرجاعـه إلیٰ شرطیّـة ا لقدرة ؛ لامتناع کون ا لعجز ـ وهو عدم ا لقدرة ـ‏‎ ‎‏مانعاً ودافعاً لشیء .‏

نعم لو قیل :‏ إنّ ا لعجز أمر ثبوتیّ مضادّ للقدرة ، تصحّ مانعیّتـه .‏

‏ ‏

‎ ‎

  • )) ا لقواعد وا لفوائد 1 : 254 ـ 255 ، نضد ا لقواعد ا لفقهیّـة : 28 و49 ، هدایـة ا لمسترشدین : 195  /  ا لسطر13 ، نهایـة ا لأفکار 1 : 273 .
  • )) ا لمکاسب : 186  /  ا لسطر30 .
  • )) ا لإشارات وا لتنبیهات 3 : 118 ، شوارق ا لإلهام : 203  /  ا لسطر21 ـ 25 ، ا لحکمـة ا لمتعا لیـة 2 : 127 ـ 128 ، تعلیقـة ا لمحقّق ا لسبزواری .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 302  /  ا لسطر11 .
  • )) کفایـة الاُصول : 455 ـ 457 ، فوائد الاُصول (تقریرات ا لمحقّق ا لنائینی) ا لکاظمی 4 : 392 ـ 395 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 302  /  ا لسطر13 ـ 20 ، نهایـة ا لدرایـة 4 : 348 و365 ـ 366 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات ا لمحقّق ا لنائینی) ا لکاظمی 4 : 383 ـ 384 ، ا لمکاسب وا لبیع (تقریرات ا لمحقّق ا لنائینی) الآملی 1 : 84 ـ 85 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 7  /  ا لسطر9 ـ 14 ، نهایـة ا لدرایـة 5 : 123 .