المبحث الثانی : فی أقسام البیع بحسب الأسباب
أدلّة صحّة المعاطاة
الدلیل الثالث: آیة التجارة
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279 - 1415

محل نشر : تهران

ناشر: مؤسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی (س)

زبان اثر : عربی

الدلیل الثالث: آیة التجارة

الدلیل الثالث: آیة التجارة

‏ ‏

‏ویستدلّ بقولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏لاَ تَأْ کُلُوا أمْوَالَکُمْ بَیْنَکُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاّ أنْ تکُونَ‎ ‎تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْکُمْ‏»‏‎[1]‎‏ ‏‎[2]‎‏ .‏


‏ویمکن تقریب دلالـة الآیـة علی ا لمقصود ـ أی صحّـة ا لبیع ـ بما تقدّم فی‏‎ ‎‏الآیـة ا لسابقـة ، فیقال : ا لظاهر أنّ اسم ا لفعل ا لناقص هو «ا لأموال» و ‏‏«‏تِجَارَةً‏»‏‎ ‎‏سادّة مسدّ ا لخبر .‏

وا لمعنیٰ :‏ لاتأکلوا أموا لکم بینکم با لأسباب وا لطرق ا لباطلـة ، کا لقمار‏‎ ‎‏وا لسرقـة وا لخیانـة ونحوها ، إلاّ أن تکون ا لأموال أموال تجارة ؛ أی حاصلـة بها ،‏‎ ‎‏فأحلّ ا لأموال ا لحاصلـة بها .‏

‏وهو ملازم لصحّـتها عرفاً ؛ فإنّ ا لأموال ا لحاصلـة بها هی ما صارت‏‎ ‎‏متبادلـة بوسیلتها کا لبیع ونحوه ، وحلّیـة ا لأکل أثر لهذا ا لتبادل ا لما لکی ا لمترتّب‏‎ ‎‏علیـه قهراً ، لابجعل ا لمتعاملین .‏

‏ولمّا کان ا لترخیص ا لاستقلالی ا لتعبّدی ـ غیر ا لمربوط بتبادل ا لما لکین ـ‏‎ ‎‏بعیداً جدّاً ، بل خلاف ا لواقع جزماً ؛ إذ یکون من قبیل وقوع ما لم یقصدا ، وعدم‏‎ ‎‏وقوع ما قصدا ، ویرجع ا لأمر إلیٰ أنّ تحصیل ا لمال بطریق ا لتجارة عن تراضٍ لا أثر‏‎ ‎‏لـه ، وتکون ا لتجارة مقارنـة لتحلیل ا لشارع ، وهو خلاف ظاهر الآیـة أو نصّها ،‏‎ ‎‏وخلاف فهم ا لعقلاء ، فلا محا لـة تکون إباحـة ا لتصرّف ـ ولو فی ا لجملـة ـ دلیلاً‏‎ ‎‏علیٰ حصول ا لملک با لتجارة ، وتحقّق ا لأثر ا لعقلائی لدی ا لشارع ، وهو ا لمقصود .‏

‏مضافاً إلیٰ دلالـة ا لتقیید بـ ‏‏«‏الْبَاطِلِ‏»‏‏ علیٰ أنّ ا لتجارة ا لمقابلـة لـه حقّ‏‎ ‎‏وسبب ثابت عند الله ، وهو عین ا لتنفیذ وا لتصحیح ، فکما أنّ ا لأسباب ا لباطلـة‏‎ ‎‏ملغاة لدی ا لشارع ـ ولهذا عدّها باطلـة ـ کذلک ا لتجارة عن تراضٍ معتبرة لدیـه ؛‏‎ ‎‏لأ نّها حقّ بمقتضی ا لمقابلـة ، فلا شبهـة فی دلالتها علی ا لمطلوب .‏

‏کما لاینبغی ا لإشکال فی إطلاقها ، ولا سیّما مع کون الاستثناء منقطعاً ؛ إذ‏‎ ‎‏لایأتی فیـه ما ربّما یقال فی بعض ا لاستثناءات ا لمتّصلـة : إنّ ا لمتکلّم فی مقام بیان‏

‏ا لمستثنیٰ منـه ، لا ا لمستثنیٰ ‏‎[3]‎‏ ؛ فإنّ ذلک فی ا لمنقطع بعید ، لاسیّما فی ا لمقام ؛ إذ‏‎ ‎‏قیّد ا لتجارة با لتراضی منهما ، هو یؤکّد کونـه فی مقام ا لبیان ، فتأمّل .‏

وبا لجملـة :‏ یظهر منها أنّ ا لأکل با لتجارة مرخّص فیـه ؛ لکونها حقّاً ثابتاً ،‏‎ ‎‏وطریقاً مستقیماً لتحصیل ا لأموال .‏

‏ویؤکّد إطلاقها مقابلتها با لباطل ا لذی یشعر با لعلّیـة ، بل یدلّ علیـه لدی‏‎ ‎‏ا لعرف ، فیفهم من ا لمقابلـة أنّ ا لتجارة عن تراضٍ ـ لکونها حقّاً ـ سبب للملکیّـة ،‏‎ ‎‏وموجبـة لجواز ا لأکل وا لتصرّف .‏

‏ومن هنا یمکن ا لتوسعـة فی ا لسبب ا لحقّ لکلّ ما هو سبب حقّ لدی‏‎ ‎‏ا لعقلاء لتحصیل ا لمال ، کسائر ا لمعاوضات ا لعقلائیّـة غیر ا لبیع ، لو قلنا : بأنّ ا لمراد‏‎ ‎‏بـ «ا لتجارة» فی الآیـة هو ا لبیع .‏

‏ولعلّ نکتـة تخصیصـه با لذکر علیٰ هذا ا لفرض ، کونـه ا لسبب ا لغا لبی‏‎ ‎‏لتحصیل ا لأموال ، لا لخصوصیّـة فیـه ، ولهذا یمکن دعویٰ إلغاء ا لخصوصیّـة عرفاً‏‎ ‎‏منـه ، وإسراء ا لحکم إلیٰ کلّ غیر باطل ، ولو لم تفهم ا لعلّیـة من ا لباطل وبا لمقابلـة‏‎ ‎‏للحقّ .‏

‏لکنّ ا لظاهر عدم اختصاص «ا لتجارة» با لبیع ، بل تشمل سائر ا لمکاسب ،‏‎ ‎‏کا لصلح ، وا لإجارة وغیرهما ، بل یمکن ا لتوسعـة علیٰ فرض ا لعلّیـة لکلّ سبب‏‎ ‎‏حقّ ولو لم یکن من قبیل ا لمعاملات ، کا لحیازة ، وا لصید ونحوهما وإن قلنا : بعدم‏‎ ‎‏صدق «ا لتجارة» علیها ، کما أنّ «ا لباطل» أعمّ من ا لمعاملـة ا لباطلـة وغیرها‏‎ ‎‏کا لبخس (کا لنجش خ ل) وا لقمار وا لظلم ، کما هو ا لمروی عن أبی جعفر ‏‏علیه السلام‏‎[4]‎‏ .‏

‏بل یمکن ا لتوسعـة لغیر ا لأموال ، فیقال : إنّ ا لمفهوم منها سلب سببیّـة کلّ‏‎ ‎

‏سبب باطل ، وإثبات سببیّـة کلّ سبب حقّ للمسبّبات مطلقاً ، فتشمل ا لنکاح ؛ فإنّـه‏‎ ‎‏سبب حقّ ، لکن هذا ا لاحتمال لایوافقـه ا لعرف .‏

وبا لجملـة :‏ استفادة صحّـة جمیع ا لمعاملات با لمعنی ا لأخصّ ـ کا لبیع ،‏‎ ‎‏وا لصلح ، وا لإجارة ونحوها ـ منها بلا إشکال ، واستفادة صحّـة نحو ا لوصیّـة‏‎ ‎‏وا لوقف وا لحیازة محتملـة .‏

‏هذا کلّـه بناءً علیٰ أنّ ا لمراد بـ ‏‏«‏ا لبَاطِلِ‏»‏‏ هو ا لمعنی ا لعقلائی وا لعرفی ،‏‎ ‎‏کما هو ظاهر کلّ عنوان اُخذ فی موضوع ا لأحکام .‏

‏وأمّا لو اُرید بـه ما هو بغیر ا لوجـه ا لشرعی ، ومن مقابلـه ما هو با لوجـه‏‎ ‎‏ا لشرعی کما قال بـه ا لأردبیلی ‏‏قدس سره‏‎[5]‎‏ ، فیسقط ا لاستدلال بها علی ا لبیع فضلاً عن‏‎ ‎‏غیره ؛ لأ نّـه مع ا لشکّ فی اعتبار شیء فیـه تصیر ا لشبهـة مصداقیّـة ، لکنّـه احتمال‏‎ ‎‏ضعیف .‏

لایقال :‏ إنّ فی ا لمروی عن أبی جعفر ‏‏علیه السلام‏‎[6]‎‏ عدّ ا لربا من أکل ا لمال‏‎ ‎‏با لباطل ، فلابدّ أن یکون ا لمراد منـه با لباطل شرعاً کما قال ا لأردبیلی ‏‏قدس سره‏‏ .‏

فإنّـه یقال‏ علیٰ فرض ثبوت ا لروایـة وعدم کون ا لربا أو بعض مراتبـه من‏‎ ‎‏ا لباطل عرفاً لابدّ من حملها علی ا لباطل حکماً لا موضوعاً .‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ ا لمراد ا لإلحاق ا لحکمی ، ولایظهر من ا لروایـة أنّ ا لمراد‏‎ ‎‏بـ ‏‏«‏ا لبَاطِلِ‏»‏‏ فی الآیـة هو ا لباطل ا لشرعی ، ولهذا لایزال ا لأصحاب یتمسّکون‏‎ ‎‏بإطلاق الآیـة ا لکریمـة لرفع بعض ا لشکوک .‏

‏ثمّ إنّ الآیـة ـ علیٰ جمیع الاحتما لات ـ تدلّ علی ا لمقصود ؛ أی سواء قُرئت‏‎ ‎‏«ا لتجارة» مرفوعـة حتّیٰ یکون ا لکون تامّاً ، أم منصوبـة ویکون اسمـه «تجارة»‏

‏مقدّرة ، أم یرجع ا لضمیر إلیٰ «ا لأموال» ، و ‏‏«‏تِجَارَةً‏»‏‏ خبره ؛ بدعویٰ أنّ ا لأموال‏‎ ‎‏نفس ا لتجارة ، أم بتقدیر «ا لأموال» وسدّ «ا لتجارة» مسدّها .‏

‏وسواء کان ا لاستثناء متّصلاً أم منقطعاً ، وسواء فهم من قولـه : ‏‏«‏بِا لبَاطِلِ‏»‏‎ ‎‏ا لعلّیـة ومن مقابلـه کذلک ، أم لا ، ومن غیر فرق بین أن یکون ا لمراد من «ا لأکل»‏‎ ‎‏عنوانـه ، أو یکون کنایـة عن ا لتصرّف إجمالاً ، أو عن جمیع ا لتصرّفات ، أو کنایـة‏‎ ‎‏عن ا لتملّک ، وا لتقریب فی ا لجمیع ما تقدّم .‏

‏ ‏

‎ ‎

  • )) ا لنساء (4) : 29 .
  • )) جامع ا لمقاصد 4 : 58 ، ا لمکاسب : 83 / ا لسطر 20 .
  • )) اُنظر بلغـة ا لفقیـه 2 : 103 .
  • )) مجمع ا لبیان 3 : 59 .
  • )) زبدة ا لبیان : 427 .
  • )) مجمع ا لبیان 3 : 59 .