المبحث الثانی : فی أقسام البیع بحسب الأسباب
التنبیه السادس : ملزمات المعاطاة
تأسیس الأصل علی القول بالإباحة
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279 - 1494

محل نشر : تهران

ناشر: مؤسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی (س)

زبان اثر : عربی

تأسیس الأصل علی القول بالإباحة

تأسیس الأصل علی القول بالإباحة

‏ ‏

‏وأمّا علی ا لقول با لإباحـة ، فهل ا لأصل ا للزوم ، أو ا لجواز ؟‏

یمکن أن یقال :‏ إنّ مقتضیٰ وجوب ا لوفاء با لعقد ـ مضافاً إلی ا لالتزام‏‎ ‎‏با لملکیّـة ـ تسلیم کلّ منهما ا لعوض ، وتمکینـه علیٰ جمیع ا لتصرّفات ، وعدم ا لمنع‏‎ ‎‏من قبلـه ، وإلاّ لم یکن موفیاً با لعقد ، وا لمتیقّن من تصرّف ا لشارع هو حیثیّـة‏‎ ‎‏حصول ا لملک عنده لا عند ا لعرف ؛ فإنّـه لیس فی مجال ا لتشریع ، فا لملکیّـة‏‎ ‎‏ا لعقلائیّـة باقیـة بلوازمها ، وتعبّد ا لشارع بعدم ا لملکیّـة عنده فقط .‏

‏بل ا لظاهر من جواز تصرّف کلّ منهما فیما بیده ـ حتّی ا لموقوفـة علی‏‎ ‎‏ا لملک ـ أنّ ا لشارع أبقی ا لإباحـة ا للازمـة للملک علیٰ حا لها .‏

بل لنا أن نقول :‏ إنّ ا لإباحـة فی ا لمقام لیست ما لکیّـة ؛ لأنّ ا لما لک لم ینشئ‏‎ ‎‏ا لإباحـة ، ولیس فی وسعـه بعد ا لتملیک جعل ا لإباحـة .‏

‏ولا ا لإباحـة ا لشرعیّـة ؛ بمعنیٰ جعل ما لیس بسبب للإباحـة سبباً لها ،‏‎ ‎‏وسلب ا لسببیّـة ا لعقلائیّـة عنـه ؛ فإنّـه بعید ، یحتاج إلیٰ دلیل واضح .‏


‏ولابمعنیٰ جعل ا لإباحـة فی موضوع ا لمعاطاة ؛ بحیث لایرتبط بسببیّـتها ،‏‎ ‎‏بأن یقال : أسقط ا لسببیّـة مطلقاً ، وجعلها موضوعاً لأمر أجنبی ، وهذا أیضاً ا لتزام‏‎ ‎‏غریب ، یحتاج إلیٰ دلیل محکم .‏

‏ولابمعنیٰ جعل ا لإباحـة تبعاً لرضا ا لما لک با لتصرّف ؛ ضرورة أنّ رضاه‏‎ ‎‏لیس إلاّ ا لرضا ا لمعاملی ، ولیس لـه ا لرضا بتصرّف ا لغیر فی ملک نفسـه ؛ فإنّـه‏‎ ‎‏لیس فی وسعـه .‏

‏ولا ا لإباحـة ا لشرعیّـة ا لمسبّبـة عن رضا ا لطرفین تقدیراً ؛ فإنّ ا لرضا‏‎ ‎‏ا لتقدیری لایعتدّ بـه ، مع أ نّـه لایمکن کلیّاً ، وإحرازه فی کلّ معاملةٍ غیر ممکن .‏

فحینئذٍ یمکن أن یقال :‏ إنّ ا لما لک بعقده صار سبباً لحصول ا لملکیّـة وتحقّق‏‎ ‎‏موضوع ا لإباحـة ا لشرعیّـة ؛ ضرورة أنّ ا لناس مسلّطون علیٰ أموا لهم عرفاً‏‎ ‎‏وشرعاً .‏

فبهذا ا لمعنیٰ یمکن أن یقال :‏ إنّ ا لإباحـة ما لکیّـة ؛ أی أنّ سبب تحقّقها‏‎ ‎‏ا لما لک ، مع قطع ا لنظر عن ا لإجماع فی ا لمعاطاة ، وکذا شرعیّـة ، لأنّ ا لشارع أباح‏‎ ‎‏تصرّف کلّ شخص فی ملکـه ، فا لمعاطاة سبب للملکیّـة ا لعقلائیّـة وا لإباحـة‏‎ ‎‏ا لتابعـة لها ، وا لشارع لم یکن فی وسعـه ا لتصرّف فی ا لملکیّـة ا لعقلائیّـة ، وإنّما‏‎ ‎‏لـه عدم اعتبار ا لملکیّـة ، أو ا لتعبّد بعدم ترتیب آثار ا لملکیّـة ا لعقلائیّـة ، وما ثبت‏‎ ‎‏با لإجماع هو ا لأوّل فقط .‏

‏بل ا لظاهر من ا لإجماع ـ فرضاً ـ علیٰ جواز جمیع ا لتصرّفات ، وإباحتـه مع‏‎ ‎‏عدم ا لملکیّـة شرعاً ، هو ا لتصرّف من جهـة ، دون سائر ا لجهات ، فا لإباحـة‏‎ ‎‏شرعیّـة وما لکیّـة بمعنیٰ ، ولیس بشیءٍ منهما بمعنیٰ آخر ، فحینئذٍ یتمسّک با لأدلّـة‏‎ ‎‏للزوم .‏

‏ومع ا لغضّ عنـه یمکن أن یقال : إنّ ا لأصل ا للزوم إن قلنا با لإباحـة‏

‏ا لما لکیّـة ؛ بدعویٰ أنّ ا لمعاطاة تنحلّ إلیٰ شیئین ، ا لتملیک مقابل ا لتملّک ،‏‎ ‎‏وا لإباحـة با لعوض ، وهی متحقّقـة فی ضمن ا لأوّل ، فإذا قام ا لإجماع علی عدم‏‎ ‎‏حصول ا لملک ، بقیت ا لإباحـة با لعوض ، وعقدها لازم علی ا لقواعد ، لکنّ ا لمبنیٰ‏‎ ‎‏فاسد کما لایخفیٰ .‏

وإن قلنا :‏ با لإباحـة ا لشرعیّـة ، فإن قلنا : إنّ ا لشارع أسقط سببیّـة ا لمعاطاة‏‎ ‎‏لحصول ا لملکیّـة ، وأثبت لها سببیّـة للإباحـة ، یمکن ا لقول با للزوم ؛ بدلیل وجوب‏‎ ‎‏ا لوفاء با لعقود ، فإنّ ا لسبب ا لشرعی کا لسبب ا لعقلائی فی وجوب ا لوفاء بمقتضاه ،‏‎ ‎‏ومجرّد عدم قصدها لایوجب سلب ا لعقدیّـة أو سلب ا لمقتضی ، ومع وجود‏‎ ‎‏ا لمقتضی یکون ا لوفاء بـه با لعمل بمقتضاه ، ولو کان بسببیّـة شرعیّـة .‏

إلاّ أن یقال :‏ إنّ ا لأدلّـة منصرفـة إلی ا لمقتضیات ا لعقلائیّـة ا لتی تکون‏‎ ‎‏مقصودة للمتعاملین ، وهو غیر ظاهر ، ولا سیّما مع ا لتفات ا لمتعاملین إلی ا لسببیّـة‏‎ ‎‏ا لشرعیّـة ، فتأمّل .‏

وإن قلنا :‏ بأنّ ا لإباحـة ا لشرعیّـة حکم ثابت منـه لموضوع هو ا لمعاطاة ،‏‎ ‎‏فلایمکن إثبات ا للزوم با لأدلّـة ؛ لأنّ ترتّب ا لأثر علی ا لموضوع لیس مقتضاه ،‏‎ ‎‏وترتیبـه علیـه لیس وفاءً بـه ، فمثلـه خارج عن مفاد ا لأدلّـة ، فیمکن ا لتمسّک‏‎ ‎‏بإطلاق دلیل ا لسلطنـة للجواز .‏

إلاّ أن یقال :‏ إنّ ا لعقد ا لمعاطاتی متحقّق عرفاً ، وهو موضوع لحکم شرعی ،‏‎ ‎‏وا لشارع وإن أسقط ا لتأثیر فی ا لملک ، لکن لم یسقط ـ ولو تعبّداً ـ عقدیّـتـه ، ودلیل‏‎ ‎‏لزوم ا لوفاء شامل لـه با لنسبـة إلیٰ إبقاء ا لعقد بحا لـه ، وما لم ینحلّ تبقی ا لإباحـة‏‎ ‎‏ا لشرعیّـة ؛ لبقاء موضوعها ، فدلیل ا للزوم موجب لإبقاء موضوع ا لإباحـة .‏

‏ولا مانع منـه ؛ لأنّ دلیل ا للزوم کما یقتضی ترتیب الآثار ، یقتضی إبقاء‏‎ ‎‏ا لعقد ، فتأمّل ، ولا ترفع ا لید عنـه إلاّ با لدلیل ، أو ا لتشبّث با للغویـة ، ولیس فی‏

‏ا لمقام شیء منهما ، ولا صلاحیـة لدلیل ا لسلطنـة لردّ ا لعوض بعد دلیل ا للزوم ؛ لأنّ‏‎ ‎‏ا لسلطنـة لیست علی ا لأحکام ا لشرعیّـة .‏

وأمّا ا لتمسّک‏ بأصا لـة بقاء سلطنـة ا لما لک ا لثابتـة قبل ا لمعاطاة ، وتحکیمها‏‎ ‎‏علیٰ أصا لـة بقاء ا لإباحـة ا لثابتـة قبل رجوع ا لما لک‏‎[1]‎‏ ، ففیـه إشکال ؛ لعدم کون‏‎ ‎‏ا لشکّ فی بقاء ا لإباحـة ا لشرعیّـة مسبّباً عن ا لشکّ فی بقاء ا لسلطنـة ، بل هو‏‎ ‎‏مسبّب عن ا لشکّ فی مقدار جعل ا لشارع ، ولیس نفی ا لإباحـة من الآثار ا لشرعیّـة‏‎ ‎‏لبقاء ا لسلطنـة .‏

نعم ،‏ هما متضادّان ، فإطلاق دلیل ا لسلطنـة ا لمثبت لجواز ا لترادّ ، ا لنافی‏‎ ‎‏لبقاء ا لإباحـة بعد ا لرجوع وا لردّ کافٍ فی أصا لـة عدم ا للزوم .‏

وقد یقال ‏فی وجـه عدم ا لحکومـة : إنّ ا لمراد با لسلطنـة إمّا ا لقدرة شرعاً‏‎ ‎‏ـ تکلیفاً ووضعاً ـ علی ا لتصرّف ، أو لازمها ، وهو عدم سلطنـة ا لغیر .‏

‏فا لاستصحاب علی ا لأوّل جارٍ ، وغیر منافٍ لجواز تصرّف ا لغیر . فلکلٍّ‏‎ ‎‏منهما ا لتصرّف فیـه ، أحدهما با لملک ، والآخر با لإباحـة ا لشرعیّـة .‏

وعلی ا لثانی :‏ ـ ومرجعـه إلی استصحاب محجوریّـة غیر ا لما لک‏‎ ‎‏قبل ا لمعاطاة ـ فلایجری استصحاب ا لمحجوریّـة ؛ ضرورة تبدّلها با للامحجوریّـة‏‎ ‎‏بواسطـة ا لمعاطاة ، فتستصحب ا للامحجوریّـة‏‎[2]‎‏ .‏

وفیـه :‏ أنّ ا لمراد با لسلطنـة ـ حسب إطلاق دلیلها ـ هو ا لسلطنـة ا لتامّـة‏‎ ‎‏ا لمطلقـة علیٰ جمیع ا لتصرّفات ، وعلیٰ منع ا لغیر عنها ؛ ضرورة أنّ سلطنـة ا لغیر‏‎ ‎‏علیٰ تصرّف ما ، منافیـة لإطلاق ا لسلطنـة .‏

فحینئذٍ نقول :‏ إنّ ا لمتیقّن من جواز تصرّف ا لمباح لـه ، هو حال عدم منع‏

‏ا لما لک ، وا لسلطنـة علی ا لمنع کانت متحقّقـة قبل ا لمعاطاة ، ولم یعلم بانقلابها‏‎ ‎‏با لمعاطاة ، فمع ا لغضّ عن دلیل ا لسلطنـة ، وا لشکّ فی ا لبقاء ، تستصحب .‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ إنّا نشکّ فی مقدار سقوط ا لسلطنـة بعد تحقّق ا لمعاطاة ،‏‎ ‎‏فکما یجری استصحاب بقاء ا لإباحـة ، یجری استصحاب بقاء ا لسلطنـة ا لمتحقّقـة‏‎ ‎‏قبل ا لمعاطاة ، ا لمقتضیـة للسلطنـة علیٰ منع ا لمباح لـه عن ا لتصرّف .‏

ثمّ قال هذا ا لقائل :‏ ا لتحقیق أن یقال : إنّ ا لإجماع قائم علیٰ جواز ا لرجوع‏‎ ‎‏فی ا لمأخوذ با لمعاطاة ، واستصحابـه حاکم علی استصحاب ا لإباحـة‏‎[3]‎‏ .‏

وفیـه :‏ أنّ ا لإجماع قائم فرضاً علیٰ جواز ا لعقد ا لمعاطاتی ، ولازمـه ا لعقلی‏‎ ‎‏أو ا لعقلائی جواز ا لرجوع ، ولا إجماع علی جواز ا لرجوع ـ بمعنی ا لنفوذ ا لوضعی‏‎ ‎‏لـه ـ حتّیٰ یستصحب ، ولا أقلّ من ا لشکّ فیـه ، هذا إذا کانت ا لعینان باقیتین .‏

‏ ‏

‎ ‎

  • )) ا لمکاسب : 90 / ا لسطر ا لأخیر .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 49 / ا لسطر 21 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 49 / ا لسطر 27 ـ 29 .