فی حقیقة معاملة تملیک التملیک
ثمّ إنّه هل مثل هذه المعاملة بیع أو هبة أو مصالحة أو عقد جدید أو فاسد بنظر العقلاء؟
ذکر الشیخ رحمه الله : أنّها لیست بیعاً، بل إنّها هبة معوّضة.
ثمّ رجع عن ذلک، وقال : إنّ التملیک فی باب الهبة ـ حتّیٰ فی المعوّضة ـ لیس فی مقابل العوض، بخلاف المقام، فبنیٰ علیٰ أنّها مصالحة أو عقد جدید، لکنّ الظاهر أنّ هذا العقد بیع عند العقلاء. فإنّ التملیک مال؛ بمعنیٰ أنّه قد یکون مورداً لرغبة العقلاء، ولا یشترط فی المال رغبة جمیع العقلاء فیه، بل رغبة فرد واحد أیضاً کافٍ فی صدق ذلک، کدواء خاصّ لداء شخص خاصّ لاغیر، بل لا یشترط فی المبیع أن یکون مالاً؛ بمعنیٰ أن یکون مورداً لرغبة العقلاء بلحاظ أثره،
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 139 بل قد یتعلّق غرض العقلاء باشتراء شیء لإعدامه، کما إذا فرضنا أنّ أحداً قال: کلّ من مسک عقرباً من داری أشتریها منه بکذا، وغرضه من هذا الاشتراء إعدام هذه الحشرة والفرار من أذاها، فلابدّ فی البیع أن یکون التملیک لغرض عقلائیّ، وقد یحصل هذا الغرض لتملیک التملیک أیضاً، وقد مرّ أنّه لایشترط فی المبیع أن یکون من الأعیان بنظر العقلاء، فلا وجه للقول بعدم کون تملیک التملیک بیعاً؛ حتّیٰ یقال: إنّها هبة، فیستشکل فیه، ویرجع عنه بدعویٰ أنّها مصالحة، مع أنّ حقیقة المصالحة هو التسالم، فالمنشأ فیها هو ذلک لا التملیک، وفی المقام المنشأ هو التملیک.
3 ـ إباحة المال بإزاء المال .
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 140