القول فی الخیار
منها‌: من ینعتق علیٰ أحد ا‌لمتبایعین
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

پدیدآورنده : خمینی، روح الله، رهبر انقلاب و بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران، 1279-1368

محل نشر : تهران

زمان (شمسی) : 1388

زبان اثر : عربی

منها‌: من ینعتق علیٰ أحد ا‌لمتبایعین

‏ ‏

‏وقد نسب إ لی ا لمشهور عدم ا لخیار فیـه‏‎[2]‎‏ ، بل قیل : إنّـه موضع وفاق‏‎[3]‎‏ ،‏‎ ‎‏وعن «ا لدروس» احتمال ثبوتـه للبائع‏‎[4]‎‏ .‏

‏وا لظاهر عدم ا لکلام فی أ نّـه لا خیار با لنسبـة إ لیٰ نفس ا لعین .‏

وأ مّا با لنسبـة إ لی ا لقیمـة :

‏فقد یقال :‏‏ بعدمـه أیضاً ؛ لعدم صدق «ا لبیّعین» لعدم ا لشراء حقیقـة فی‏‎ ‎‏ا لعمودین ، بل هو صورة شراء واستنقاذ من ا لبائع ، نظیر شراء ا لمسلم ا لأسیر من‏‎ ‎‏ا لکافر‏‎[5]‎‏ ، فا لاستثناء منقطع .‏


وفیـه :‏ منع عدم ا لصدق ؛ لما تقدّم مراراً من أنّ ماهیّـة ا لبیع ، لیست إلاّ‏‎ ‎‏ا لمبادلـة ا لإنشائیّـة بین ا لما لین ، سواء حصل الانتقال حقیقـة أم لا ، کا لبیع‏‎ ‎‏ا لفضولی‏‎[6]‎‏ .‏

‏فا لعمودان مال قبل ا لانعتاق وتعلّق ا لبیع ، واشتراؤهما اشتراء حقیقـة ، وعدم‏‎ ‎‏تملّکهما بعد ا لبیع ـ علی ا لقول بـه ـ لا یخرج ا لشراء عن حقیقتـه .‏

‏ولا إشکال فی حصول ا لجدّ فی ا لشراء ؛ لاختلاف ا لأغراض ا لموجبـة لـه‏‎ ‎‏بحسب ا لموارد ، بل قد مرّ منّا فی بعض ا لمباحث ، أنّ اشتراء ا لحشرات ا لمؤذیـة‏‎ ‎‏ـ لغرض إفنائها ودفعها عن ا لزرع ونحوه ـ اشتراء عقلائی ، یصدق علیـه‏‎ ‎‏«ا لاشتراء» حقیقـة ، ویتحقّق ا لجدّ فیـه واقعاً‏‎[7]‎‏ .‏

وقد یقال :‏ بانصراف أدلّـة ا لخیارات إ لیٰ حال وجود ا لعوضین ، فإذا تلف‏‎ ‎‏أحدهما أو کلاهما فلا خیار ، وا لمقام من ا لتلف ا لشرعی ؛ لامتناع رجوع ا لحرّ رقّاً ،‏‎ ‎‏فعلیـه لاتکون ا لخیارات مطلقاً مع ا لتلف‏‎[8]‎‏ .‏

‏وهذا وإن لم یکن بذلک ا لبعد ، لکن لا تطمئنّ بـه ا لنفس .‏

وقد یقال :‏ بامتناع تحقّق ا لفسخ مع ا لتلف ؛ فإنّ ا لفسخ إرجاع ا لعوضین إ لیٰ‏‎ ‎‏محلّهما قبل ا لبیع ، ولا یعقل إرجاع ا لمعدوم ، کما لایعقل بیع ا لمعدوم ، وا لمنعتق‏‎ ‎‏وإن لم یکن معدوماً ، لکنّـه بحکمـه ؛ لأ نّـه لایمکن إرجاعـه تحقیقاً إ لی محلّـه ،‏‎ ‎‏ولا إرجاعـه إ لیٰ ملک ا لمشتری لینتقل منـه إ لی ا لبائع ، تحقیقاً لحقیقـة ا لفسخ‏‎[9]‎‏ .‏

وقد یجاب عنـه :‏ بأنّ ا لعود تحقیقاً إنّما یوجب عود ا لحرّ رقّاً ، إذا کان موجباً‏

‏لعود ا لمبیع بعینـه ، لا بما لیّتـه ا لمنحفظـة بعینـه تارة ، وببدلـه اُخریٰ ، وا لقائل‏‎ ‎‏با لخیار حتّیٰ مع ا لتلف ، لابدّ وأن یقول : با لعود بما لیّتـه ، لا بشخصـه .‏

ومختصر ا لقول فیـه :‏ أنّ ا لقرار ا لمعاملی ا لمرتبط بقرار آخر ، لا یستقلّ‏‎ ‎‏با لتحصّل إلاّ بلحاظ ما تعلّق بـه ا لقرار ، ولا یعقل بقاء ا لقرار مع عدم بقاء متعلّقـه‏‎ ‎‏بنحو من ا لاعتبار ، ولا یعقل اعتبار ا لحلّ إلاّ مع اعتبار بقاء ا لعقد .‏

‏فحینئذٍ إن کان اعتبار ا لحلّ مطلقاً ، وشاملاً لصورة تلف ا لعین ، فلابدّ من‏‎ ‎‏اعتبار بقاء ا لعقد بین ا لعینین بما هما ما لان ، لا بما هما عینان ، فمع بقاء ا لعین تعود‏‎ ‎‏بشخصیّتها وما لیّتها ، ومع عدمـه تعود بما لیّتها ، وا لما لیّـة بما هی ما لیّـة ـ لا بما‏‎ ‎‏هی متقوّمـة بعین خاصّـة ـ لا تلف لها ، وعود ا لما لیّـة إ لی ا لفاسخ عین ملک‏‎ ‎‏ا لبدل‏‎[10]‎‏ . انتهیٰ .‏

وهو لایخلو من غرابـة ؛‏ ضرورة أنّ عدم بقاء ا لعقد إلاّ ببقاء متعلّقـه ،‏‎ ‎‏لایوجب ا لالتزام بما هو فاسد عقلاً وعرفاً ؛ لأ نّـه إن کان ا لمراد من «بقائـه بما هما‏‎ ‎‏ما لان» أنّ ا لعقد بعد تلف ا لعین ـ ا لتی هی متعلّقـه ـ تعلّق بأمر آخر فی وجوده‏‎ ‎‏ا لبقائی ، فهو واضح ا لامتناع .‏

وإن کان ا لمراد :‏ أ نّـه تعلّق فی حدوثـه بهویّـة ا لمتعلّق ، وما لیّتـه باقیـة بعد‏‎ ‎‏تلف ا لهویّـة ، فإن رجع إ لی ا لتزام ما لیّـة کلّیـة ، فیکون ا لمتعلّق هویّـة جزئیّـة‏‎ ‎‏وما لیّـة کلّیـة ، فهو محال مع إنشاء واحد ، وا لانحلال إ لیٰ بیعین أفسد ، مع أ نّـه کرّ‏‎ ‎‏علیٰ ما فرّ منـه .‏

وإن رجع‏ إ لیٰ ا لتعلّق با لعین بما لیّتها ؛ أی بما هی مال ، فمع تلف ا لعین لا‏‎ ‎‏یعقل بقاء ما لیّتها .‏


وإن کان ا لمراد :‏ ا لتعلّق بما لیّـة ا لعین لا بنفسها ، فهو أفسد ، مع أ نّها تتلف‏‎ ‎‏بتلف ا لعین .‏

وإن کان ا لمراد :‏ ا لتعلّق بما لیّـة باقیـة ، فیرجع إ لیٰ أنّ ا لمبیع کلّی ، وا لعین‏‎ ‎‏ا لخارجیّـة لیست مبیعـة ، وهو ظاهر ا لفساد .‏

‏فقولـه : «بما هما ما لان» ا لظاهر فی أنّ ا لمتعلّق ما لیّـة باقیـة لا عین ، ظاهر‏‎ ‎‏فی ا لاحتمال ا لأخیر ، ولعلّـه أفسد الاحتما لات ؛ فإنّ بقاء ا لما لیّـة ا لمتحقّقـة فی‏‎ ‎‏ا لعین ، غیر معقول ، وا لما لیّـة ا لباقیـة کلّیـة لا جزئیّـة ، وا لما لیّـة ا لمتحقّقـة فیها‏‎ ‎‏جزئیّـة ، لا بقاء لها بعدها .‏

وا لإنصاف :‏ أنّ تلک ا لتخرّصات ، خارجـة عن الاعتبارات ا لعقلائیّـة‏‎ ‎‏وا لموازین ا لعقلیّـة ، وتصوّرات محضـة ، لا واقعیّـة لها ، ولا إشکال فی أنّ ا لالتزام‏‎ ‎‏بعدم ا لخیار أولیٰ من ذلک .‏

‎ ‎

  • )) ا لحدائق ا لناضرة 19 : 16 .
  • )) مسا لک ا لأفهام 3 : 212 .
  • )) ا لدروس ا لشرعیّـة 3 : 266 ، اُنظر ا لمکاسب : 218 / ا لسطر7 .
  • )) منیـة ا لطا لب 2 : 17 / ا لسطر11 .
  • )) تقدّم فی ا لجزء ا لأوّل : 75 ، 238 ، وفی هذا ا لجزء : 68 .
  • )) ا لمکاسب ا لمحرّمـة ، ا لإمام ا لخمینی قدس سره 1 : 240 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لإیروانی 2 : 9 / ا لسطر20 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 17 / ا لسطر5 ـ 11 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 17 / ا لسطر15 .