ثمّ إنّـه هل یمکن أن یکون ا لإسقاط لفظاً مسقطاً مستقلاًّ ، فی قبال مسقطیّـة ا لرضا با لبیع ؟
فیـه تفصیل ؛ فإنّـه إن قلنا : بأنّ ا لرضا ا لمسقط هو ا لالتزام با لبیع بحسب ا لواقع ، من غیر دخا لـة شیء آخر فیـه من ا لفعل أو ا لقول ا لمظهر لـه ؛ بمعنیٰ أ نّـه لو رضی بـه یسقط ا لخیار واقعاً وإن لم یکن لـه مظهر ، فلا یعقل أن یکون إنشاء
ا لإسقاط مسقطاً ؛ لأ نّـه مسبوق بوجود سبب ا لسقوط دائماً ، ضرورة عدم إمکان عدم ا لالتزام با لبیع حین إنشاء ا لإسقاط .
فا لمنشئ للإسقاط لا محا لـة رضی با لبیع ، وا لتزم بـه ، ثمّ أنشأه ، فلایقع ا لإنشاء سبباً فعلیّاً فی مورد من ا لموارد .
وإن قلنا : بأنّ ا لرضا ا لمسقط ، لیس عبارة عن ا لالتزام با لبیع أو ببقائه ؛ فإنّهما حاصلان دائماً ، بل عبارة عن ا لإعراض عن حقّ ا لخیار ، فیکون ا لمراد منه الالتزام با لبیع معرضاً عن ا لحقّ ، وا لمسقط هو ا لإعراض ، نظیر ا لإعراض عن ا لملک ، فإنشاء ا لإسقاط یکون مستقلاًّ فی قبال ا لإعراض ؛ فإنّ ا لإسقاط فی نظر ا لمسقط یتعلّق با لحقّ ا لمحقّق ، ولا یعقل أن یکون مسبوقاً با لإعراض ، أو موقوفاً علیـه .
فا لإعراض ترک ا لحقّ ورفضـه ، ولـه مقدّمات ، وا لإسقاط إفناؤه وإ لقاؤه ، ولـه مقدّمات غیر مقدّمات ا لإعراض ، فیکون کلّ منهما مستقلاًّ فی ا لتأثیر ، ومخا لفاً ذاتاً ومورداً للآخر .
وإن قلنا : بأنّ ا لرضا ا لمظهر مسقط ؛ بمعنیٰ أنّ ا لرضا ا لمتّصف با لمظهریّـة مسقط ، لا أنّ ا لدالّ علی ا لإظهار جزء موضوع ، فا لإسقاط مستقلّ ومقدّم فی ا لتأثیر وا لسببیّـة علیـه ؛ لأنّ إنشاء ا لإسقاط مسقط ، وموجب لصیرورة ا لرضا مظهراً ، ففی رتبـة تمامیّـة ا لسبب ، یسقط ا لخیار با لإسقاط ، فلا یبقیٰ مجال لتأثیر ا لرضا ا لموصوف .
وکذا ا لحال لو قلنا : بأنّ ا لإظهار جزء موضوع ، أو قلنا : بأ نّـه تمام ا لموضوع ، ولا دخل للرضا ا لواقعی فیـه ، فإنّ فی کلّ ذلک تکون سببیّـة ا لإسقاط مقدّمـة علیٰ سببیّـة ا لرضا ا لمظهر ، أو إظهار ا لرضا ، تقدّم ا لذات علی ا لوصف فی بعض ، وتقدّم ا لجزء علی ا لکلّ فی بعض ، هذا حال فحویٰ ما دلّ علیٰ أنّ ا لتصرّف رضا منـه .